فإذا عرفنا أن الربا زيادة مشروطة في العقد. فمن السهل أن نعرف أنّ كل قرض جرّ نفعا فهو ربا أي كلّ قرض جرّ نفعا مشروعا في العقد فهو ربا لأن النفع إذا لم يكن مشروطا في العقد فليس ربا.
الأجر من الله
القرض في اللغة من قرض الحبوب بأسنانك تمهيدا لبلعها، وقبل بلعها يأتي طفلها فتخرج الحب الممضوغ وتضعه في فم طفلها.
فالقرض من أعلى الإيثار
وهو في الشريعة (السلف)
ويكون حسنا إذا أراد به وجه الله، وكان خاليا من الربا. وأخذه المقترض ليستعين به على طاعة كطلب العلم، أو زواج ليعفّ بهه عن الحرام، أو علاج مريض (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا)[المائدة ٣٢]
الثواب على القرض الحسن
جعل القرآن الكريم من يقرض أخاه كمن يقرض الله سبحانه - (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة)[البقرة ٢٤٥]، والقرض الحسن ثوابه ثواب الصدقة.
أو ثوابه ضعف ثواب الصدقة بحسب حال من يأخذه والمدّة التي يبقى الدين عنده.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " رأيت ليلة أن أسرى بي مكتوبا على باب الجنة الحسنة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر." فلما سأل النبي صلى الله عليه وسلم جبريل لماذا يزيد أجر القرض عن الصدقة؟ قال: السائل يسأل وعنده الشيء - أما المقترض فيقترض ولا شيء عنده. [البيهقى في السنن]
وإمهال المقترض عبادة ثوابها الجنّة
"حوسب فيمكن قبلكم رجل فلم يُر في صحيفته خير، إلاّ انه كان يقرض الناس، وكان يقول لعمّاله: إذا رأيتم الرجل معسرا فأمهلوه.
قال الله: نحن أحقّ بذلك منه.أدخلوه الجنة. [البخاري أنبياء ٤٥،ومسلم مساقاة ونسائي وأحمد] وهذه الصورة تفسير لقوله تعالى "وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدّقوا خير لكم" [البقرة٢٨٠]، وفي الحديث ((من أقرض أخاه مرّتين كان كالمتصدّق عليه)).
والقرض الحسن معناه أنّ المسلم في حاجة أخيه. وقد سمع حديث (من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته) سمعه أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه.