للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمدُ لله ذي الصُّنِع البديع، والشأن الرفيع، والفضلِ الوسيع، والجود المَريع والصلاة والسلام على الشفيع المشفَّع وعلى آله وصحبِه السُّجَّد الرُّكَّع.

وبعد:

فإنَّ علمَ البديعِ (١) الذي هو ثالثُ فنونِ البيانِ المشتمل على ما يُعرف به وجوهُ [مجيء] (٢) الكلام [بعد رعاية] (٣) المطابقة ووضوحِ الدِّلالةِ، قد جمع المصنّفون في علم المعاني من ذلك عددًا يسيرًا بالنسبة إلى ما ذكره أهلُ البديعيَّاتِ، والكلُّ بالنسبة إلى ما يحتمله الكلامُ والتحسينُ يسيرٌ غيرُ كثير، حرَّرْتُ هذه النُّبذةِ كالبُرهان على هذه الدعوى فتحًا للباب ورفعًا للحجاب، وتنشيطًا لِهمَم ............................................


(١) البديع في اللغة: كلمة (بديع على وزن ((فعيل)) تأتي لغة بمعنى اسم الفاعل وبمعنى اسم المفعول.
يقال لغة: بدع فلان الشيء يبدعه بدعًا إذا أنشأه على غير مثال سبق، فالفاعل للشيء بديع، والشيء المفعول بديع أيضًا.
ويقال أيضًا: أبدَع أي: أتي بما هو مبتكر جديد بديع على غير مثال سبق فهو مبتدع والشيءُ مُبْدعٌ.
وقد أطلقت كلمة (البديع) على العلم أو الفن الجامع والشارح للبدائع البلاغية المشتملة على المحسنات المعنوية، والمحسنات اللفظية من منثورات جمالية في الكلام، فما لم يلحق بعلم المعاني، لا بعلم البيان.
فعلم البديع اصطلاحًا: هو العلم الذي تعرف به المحسنات الجمالية المعنوية واللفظية المنثورة، التي لم تلحق بعلم المعاني، ولا بعلم البيان. أ) المحسنات الجمالية المعنوية: هي ما يشتمل عليه الكلام من زينات جمالية معنوية قد يكون بها أحيانًا تحسين وتزيين في اللفظ أيضًا ولكن تبعًا لا أصالة. ب) المحسنات الجمالية اللفظية: هي ما يشتمل عليه الكلام من زينات جمالية لفظية قد يكون بها تحسين وتزيين في المعنى أيضًا، ولكن تبعًا لا أصالة.
(٢) في (أ) تحسين.
(٣) في (ب) بُعيد عامة.