للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الأكرمين، ورضي الله عن الصحابة الراشدين، وبعد:

فإن الحديث القدسي (١) المروي من طريق أبي ذر وغيره لما اشتمل على قواعد جليلة، وفوائد جميلة، يرغب إليها كل ذي فهم ويحرص عليها كل ذي علم، أحببت أن أفرده بشرح مختصر منبها على بعض ما تضمنه من الفوائد الفرائد، والعوائد التي هي لشوارد المسائل كقيد الأوابد، ولم أقف على كلام عليه لأحد من أهل العلم (٢) إلا ما ذكره النووي في شرحه لمسلم (٣)، وجملة ما شرحه به نصف ورقة، قد نقلنا ذلك عنه كما تقف عليه وسميت هذا الشرح:

" نثر الجوهر على حديث أبي ذر "

ولفظه في صحيح مسلم (٤) هكذا: عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ


(١) تقدم تعريفه.
(٢) بل شرح هذا الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية في الرسالة العاشرة من الجزء الثالث، من الرسائل المنيرية (ص٢٠٥ - ٢٤٦) وفي " مجموع فتاوى شيخ الإسلام " (١٨/ ١٣٦ - ٢١٠) وقد قمت بتحقيقها في رسالة مستقلة بعنوان " شرح حديث: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي " بـ (ص٩٦) ط. مؤسسة الريان - بيروت.
(٣) (١٦/ ١٣٢ - ١٣٣).
(٤) رقم (٢٥٧٧).
قلت: وأخرجه البخاري في " الأدب المفرد " رقم (٤٩٠)، وأبو نعيم في " الحلية " (٥/ ١٢٥،١٢٦) والحاكم في " المستدرك " (٤/ ٢٤١) والطيالسي في " المسند " (ص٦٢ رقم ٤٦٣) وأحمد في " المسند " (٥/ ١٦٠) وعبد الرزاق في " المصنف " (١١/ ١٨٢ رقم ٢٠٢٧٢) والترمذي رقم (٢٤٩٥) وابن ماجه رقم (٤٢٥٧) والبيهقي في " الأدب " رقم (١٠٢٧) وابن حبان في " صحيحه " رقم (٦١٨) من طرق.