المترجم (أي المعرب) اهـ. وأخال أن لا غناء عن التنويه بأن مرتضى أفندي نظمي زاده لم يكن واليا بل كان كاتبا وشاعرا ومؤرخا وهو مؤلف (كلشن خلفا) الذي مر بنا اسمه مرارا في هذه المجلة. وأوسع ما عرفته عن هذا المصنف هو ما جاء به هوار وفي ذلك ترجمة والده وستأتي بعيد ذلك.
والمعرب الثاني لتصنيف مرتضى أفندي عن الأصل هو عيسى صفاء الدين البندنيجي. وها أنقل عن مقدمة تعريبه ما دعاه إلى ذلك نقلا عن مخطوط مبعث الآباء الكرمليين لما في ذلك من اللذة والفائدة. قال ص ٧:
(أما بعد فيقول - صفاء الدين عيسى القادري المقشبندي البندنيجي - أن علم التاريخ والأخبار مما ينشر بساطه في مقاعد أولي السعادة الأخيار - ولا سيما تاريخ الأنبياء الكرام وورثتهم من الأئمة الأعلام وسائر العلماء العاملين والأولياء والصالحين - ومن يسرح طرف الطرف في حدائق أسطاره - من زكت أعراقه - ذو الأيادي الحاتمية - السيد - الشريف - الحسيب - الكريم - القادري الحسب والنسب - رئيس عترة الكيلاني - نقيب الأشراف السيد محمود أفندي - وبينما أنا في غصص الزمان أتجرع مرائرها فيه آنا فإن - لما أنا في زمان أندرست في (كذا لعلها فيه) المعالم - وإذا بطارق يطرق الباب - فقلت من هذا؟ فقال خادم سلالة الأطياب - النقيب - أرسلني يدعوك - فأجبت - وسرت - فتشرفت بناديه - ثم بعد استقراري - ناولني كتابا - وقال أن هذا الكتاب في بابه أعجب من العجاب حوى تراجم الوجوه والأعيان وحاز مآثر غرر نواحي الأزمان من الأصفياء والأولياء المقبورين في بغداد وما يتبع قضائها (كذا) من البلدان. إلا أنه تركي البيان - فالمأمول أن تترجمه بلسان العرب - ولما انتهى كلامه - أطرقت مليا وقلت في نفسي خفيا هو مني مناط الثريا. وما للبندنيجي والبيان فإنه عجمي الطبع واللسان - فرفعت رأسي، وأظهرت ما في نفسي معتذرا - فكلما اعتذرت إليه - لم يفد الاعتذار إلا تكرار الطلب والإصرار. فلم يسعني إلا المسارعة والبدار إلى الامتثال والائتمار. على