للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الذي لا مرد لقضائه لسعادة النادمين ورفاه عيشهم وتمتعهم بالصحة والهناء ولاستمطار الخيرات والبركات عليهم.

وكان مسك الختام لهذا العيد حفلة أقيمت في اليوم العاشر اشترك فيها جميع البابليين

فافتتحوه بالشعائر الدينية والطواف المقدس وقضوه بالأفراح والمسرات والزيارات.

وكانت أيام العيد العشرة فرصة سانحة لالتقاء الشبان بالشابات في الهياكل أو مفترق الطرق أو الزيارات شأن كل الاجتماعات العامة في العالم. فمر شمشو في اليوم العاشر أمام هيكل الآلهة اشتر ورأى حشدا من الناس قد اجتمعوا ينظرون إلى النساء اللواتي كن جالسات في دار ذلك الهيكل مكللات بتيجان من فتيل الغزل وهناك طرقات مقسمة بحبال ممدودة على الأرض فيتمشى فيها الرجال الغرباء لينتخبوا لنفوسهم ما احبوا من النساء وإذا دخلت المرأة هذا المحل لا تعود إلى بيتها قبل أن يعطيها أحد الغرباء دراهم ويأخذها خارج الهيكل ليقضي منها مأربا وحينما يضع الدراهم على ركبتيها يقول لها (بجاه الآلهة مليتا (أي اشتر)). وكانت تلك العادة سنة عند البابليين إذ تفرض على كل امرأة ولدت في بلادهم أن تذهب مرة في حياتها إلى هيكل اشتر لتسلم نفسها إلى رجل غريب. والنساء المتكبرات اللواتي يأنفن من الاختلاط بغيرهن كن يحملن إلى الهيكل على مركبات مغطاة وهناك يجلسن وحولهن خدمهن. والمرأة التي تلقى لها الدراهم لا تجيز لها الشريعة أن تتمنع من الذهاب مع الرجل الذي ألقى لها الدراهم مهما كانت منزلة ذلك الرجل. وكانت الجميلات الرشيقات القد يجدن سريعا من يلقي لهن الدراهم ويأخذهن معه فيلتفتن إلى الدميمات ويعيرنهن. وقد يحدث للمرأة الدميمة أن تبقى في الهيكل ثلاث أو أربع سنوات بلا جدوى صابرة على هذه البلوى. وبعد أن يقضي من المرأة مأرب بموجب تلك السنة تعود إلى بيتها ولا يتمكن الرجل الغريب التقرب منها ثانية ولو فدى كل ماله في سبيل الحصول عليها.

تقدم شمشو فرأى شميرام وحتراء واقفتين فاستغرب اجتماع الضدين فاقترب منهما وسمع شميرام تنتقد تلك العادة الشائنة وتستهجن تلك السنة

<<  <  ج: ص:  >  >>