لو حصل لنا من يدلنا على خطأنا ويرشدنا إلى الصواب إذ الإنسان موضع الخطاء والنسيان والكمال لله وحده.
كاظم الدجيلي
٢ - الهيلاج ومعناها
كتبت لغة العرب مقالةً في أصل هذا المعنى ولما كان ختام الكلام حمل القارئ على إبداء رأيه إن كان له رأي يخالف رأي صاحب المقالة جئت بهذه الأسطر لأعرض للمطالع ما عن لي، فأقول:(كدخداه وهيلاج) لفظتان فارسيتان لا يقوم معنى الواحدة منهما بدون الأخرى لأنهما قد ارتبطتا معنى ارتباط الروح بالجسد وعندي أن (كد خداه) محرفة عن (زاد خداه) ومعناها الحرفي (مولود الله) لأن (زاد) بالفارسية (مولود) و (خداه)(الله) فيكون مؤداهما (المولود من الله) وذلك لأن مصدر الروح هو سبحانه عز وجل.
أما (هيلاج) فهي عندي مصحفة عن (هل) و (لاش) ومعناهما (دع الجثة الهامدة) أي الموت وبعبارة أخرى (دم سعيداً) أو (عش دهراً طويلاً) أو عن (هج) مقوم و (لش) جثة أي (مقوم الجثة ومصلحها) وصفوة القول أن المرام بهاتين اللفظتين الروح والهيولي (أي المادة) لأن في اصطلاح المنجمين (كدخداه) اسم دليل روح المولود و (هيلاج) اسم دليل جسم المولود وقد استعيرنا مجازاً لأسمى نجمين يراد بهما نجما المولود. وإثباتاً لما نحن بصدده نورد نص صاحب كتاب شفاء الغليل:(كدخداه وهيلاج) هما كوكبا المولود، فلأول لرزقه والثاني لعمره، فإن ولد في صعوده كان زائداً فيه وإن كان في هبوطه كان بعكسه. وهذا مما ذكره الحكماء والمنجمون وأرباب المواليد وعربوه قديماً) اهـ.
ومما يؤيد ظني أن (هيلاج) لفظة فارسية اتجار أن الفرس القدماء كانوا يتعاطون علم التنجيم وقد نبغ فيهم منجمون عديدون برعوا في هذا العلم ووضعوا ألفاظا عديدة من جملتها (هيلاج) بمعناها الآنف الذكر.
هذا ما عن للخاطر الكليل. ولعلى قد أخطأت أكثر مما أصبت. غير أن أملي في كبار حملة الأقلام هو العذر المشفوع بالسلام.
رزوق عيسى
(لغة العرب) لا يكفي للباحث أن يقول أن الكلمة الفلانية هي من الأصل الفلاني ما لم