للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٢٢٦٢ - سعدُ بنُ هشام: سُئِلَ ابنُ عبَّاس عن وتر النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: ألا أدُلُّك على أعلمِ أهل الأرض بذلك، قال: مَنْ؟ قال: عائشة فاسألها ثم ائتني فأخبرني بردِّها عليك، قال: فأتيت حكيم بن أفلح فاستلحقته إليها، فقال: ما أنا بقاربها لأنِّي؛ نهيتها أن تقولَ في هاتين الشِّيعتين شيئًا فأبت، إلَاّ مضيًّا فأقسمتُ عليه، فجاء فانطلقنا فاستأذنا عليها فأذنت، فدخلنا فقالت: حكيم؟ فعرفته قال: نعم، قالت: من معك؟ قال: سعدُ بن هشام قالت: من هشامٌ؟ قال: ابن عامر فترَّحمت عليه، وقالت: خيرًا، قال قتادةُ: وكان أصيب يوم أحدٍ فقلت: يا أمَّ المؤمنين نبئيني عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: ألست تقرأ القرآن؟ قلتُ: بلى. قالت: فإنَّ خُلُقه. القرآن. فهممت أن أقوم ولا أسأل أحدًا عن شيء حتى أموت، ثمَّ بدا لي فقلت: أنبئيني عن قيام رسُولِ الله - صلى الله عليه وسلم -. قالت: ألست تقرأ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ}؟ [المزمل:١] قلت: بلى. قالت: فإنَّ الله افترضَ قيام اللَّيل في أوَّل هذه السورة فقام نبيُّ الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابهُ حولاً، وأمسك الله خاتمتها اثني عشر شهرًا في السَّماء حتى أنزل الله في آخر هذه السورة التخفيف وصار قيامُ الليل تطوُّعًا بعد فريضة. قلت: يا أمَّ المؤمنين، أنبئيني عن وتر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

قالت: كنَّا نعدُّ له سواكه وطهورهُ فيبعثه الله متى شاء فيتسوَّكُ ويتوضأُ ويُصلِّي تسع ركعاتٍ لا يجلس إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده ويدعو ويُسلِّمُ تسليمًا يُسمعنا ثمَّ يُصلِّي ركعتين وهو قاعدٌ، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ، فلمَّا أسنَّ - صلى الله عليه وسلم - وأخذهُ اللَّحم أوتر بسبعٍ وصنع في الرَّكعتين مثل صنيعهِ الأوَّل، فتلك تسعٌ يا بُنيَّ، وكان إذا صلَّى صلاة أحبَّ أن يداوم عليها، وكان إذا غلبه نومٌ أو وجع عن قيام الليل صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، ولا أعلمهُ قرأ القرآن كله في ليلةٍ ولا صلَّى ليلةً إلى الصُّبح ولا صام شهرًا كاملاً غير رمضان قال: فانطلقت إلى ابن عبَّاس فحدَّثتُهُ

⦗٣٧٦⦘ بحديثها فقالَ: صدقتْ، ولو كنت أقربُها لأتيتُها حتى تشافهني به. قلت: لو علمتُ أنكَ لا تدخل عليها ما حدَّثتك حديثها. لمسلم، وأبي داود، والنسائي (١).


(١) مسلم (٧٤٦).