للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(يَخْصِّمُونَ) (١): من قوله تعالى: {وهم يَخِصِّمُونَ} (٢). ومنها أيضا:

[التاج: خصم]

(فَنِعْمَّا) (٣): من قوله تعالى: {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ} (٤).

[التاج: نعم].

(اسْطَّاعُوا) (٥): من قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} (٦).

[التاج: طوع].

وقد تبين من الشواهد السابقة أن الجمع بين الساكنين في الغالب يحدث عند إدغام حرفين قبلهما ساكن، مثلما يحدث في صيغة (افتعل) بأن تدغم تاء الافتعال في عين الفعل فيلتقي سكون فاء الكلمة مع السكون الناتج من الإدغام. والذين لا يجيزون الجمع بين الساكنين حجتهم أن السكون وقف، ولا يمكن الانتقال من وقف إلى وقف؛ لذلك حركوا الحرف السابق على الإدغام، وإن اختلفوا في هذه الحركة إلا أنهم أوجبوها.

ومما قرئ بالجمع بين الساكنين قوله تعالى: {فَمَا اسْطَاعُوا أَنْ يَظْهَرُوهُ} (٧) قرأ حمزة الزيات " فَمَا اسْطَّاعُوا" بالجمع بين الساكنين، وعلى الرغم من أن هذه القراءة سَبْعِيَّةٌ (٨) فإنها قد أثارتْ جَدَلاً علمياً كبيراً خاصة عند النحويين الذين


(١) هي قراءة قالون وأبي جعفر، انظر: الدر المصون:١٢/ ١٧٢، والإتحاف: ٦٥١.
(٢) يس: ٤٩.
(٣) هي قراءة نافع، وأبي عمرو، وعاصم، والمفضل، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٥٤١، والدر المصون:١٢/ ١٧٢، والنشر لابن الجزري: ٢/ ٣٩٤، والإتحاف:٦٥١.
(٤) البقرة: ٢٧١.
(٥) هي قراءة حمزة، وطلحة، والمطوعي، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٤٠١، والدر المصون: ٤/ ٤٨٣، والنشر لابن الجزري: ٢/ ٣١٦، والإتحاف:٢٩٥.
(٦) الكهف: ٩٧.
(٧) الكهف: ٩٧.
(٨) تشير هذه الكلمة إلى قراءات سبعة اختارها ابن مجاهد وصنف فيها مؤلفا تقبلته الأمة بالقبول، وذاع صيته في الآفاق، وكان من شأن هذا المؤلف أن أدخل على غير المتخصصين اللبس، فتوهموا أن القراءات السبع هي الأحرف السبعة، بينما الأمر غير ذلك. وفوق ذلك كله هناك قراءات غير السبعة لا تقل صحة عنها، بل ربما تكون فوقها في الصحة، ومع ذلك لم تشتهر اشتهار القراءات السبع؛ وذلك لأن مدار الأمر على= =توفر وسائل حفظ هذه القراءات، انظر: نظرات في علم القراءات لسمير بن يحيى المعبر: ١٠٧، وفي علوم القراءات مدخل ودراسة وتحقيق، لسيد رزق الطويل: ١٥٠.

<<  <   >  >>