للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الطبري: "واحدها لِبْدَةٌ، وفيها لغتان: كسر اللام لِبْدَةٌ، ومن كسرها جمعها لِبَد؛ وضم اللام لُبْدَةٌ، ومن ضمها جمعها لُبَد بضم اللام، أو لابِد، ومن جمع لابد قال: لُبَّدًا، مثل راكع وركع" (١).

وقال السمين: " قرأ هشام - لُبَدَاً - بضمِّ اللامِ، والباقون - لِبَداً - بكسرِها. فالأولى. جمعُ لُبْدَة بضمِّ اللامِ نحو: غُرْفة وغُرَف. وقيل: بل هو اسمٌ مفردٌ صفةٌ من الصفاتِ نحو: "حُطَم وعليه قولُه تعالى: "مَالاً لُّبَداً". وأمَّا الثانيةُ: فجمعُ "لِبْدَة" بالكسر نحو: قِرْبَة وقِرَب. واللِّبْدَة واللُّبْدة. الشيءُ المتلبِّدُ أي: المتراكبُ بعضُه على بعضٍ ... وقرأ الحسنُ والجحدريُّ "لُبُداً" بضمتين، ورواها جماعةٌ عن أبي عمروٍ، وهي تحتملُ وجهَيْنِ: أحدُهما: أَنْ يكونَ جمعَ لَبْد نحو: "رُهُن" جمعَ "رَهْن". والثاني: أنَّه جمعُ "لَبُود" نحو: صَبورُ وصُبُر، وهو بناءُ مبالغةٍ أيضاً. وقرأ ابن مُحَيْصن – لُبْداً - بضمةٍ وسكونٍ، فيجوزُ أَنْ تكونَ هذه مخففةً من القراءةِ التي قبلها، ويجوزُ أن تكونَ وَصْفاً برأسِه. وقرأ الحسن والجحدريُّ أيضاً "لُبَّداً" بضم اللام وتشديد الباء، وهو جمعُ "لابِد" كساجِد وسُجَّد، وراكع ورُكَّع" (٢).

(عُمُدٍ) (٣): قراءة في قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ} (٤).

ويتناول العماد والعمود من حيث المعنى والجمع من خلال القراءة فيقول: "وأَما قوله تعالى: {إِنَّهَا عَلَيْهِم مُؤْصَدَةٌ في عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ}. قُرِئَتْ "في عُمُدٍ" وهو جمع عِمادٍ وعَمَد وعُمُد كما قالوا: إِهابٌ وأَهَبٌ وأُهُبٌ. ومعناه: أَنَّهَا في عُمُدٍ من النار نَسب الأَزهَريُّ هذا القَولَ إلى الزَّجَّاجِ (٥). وقال الفرَّاءُ (٦): العَمَدُ والعُمُد جميعاً: جَمْعَانِ للعَمُودِ مثل: أَدِيمٍ وأَدَمٍ وأُدُمٍ، وقَضِيمٍ وقَضَمٍ وقُضُمٍ. وفي


(١) جامع البيان للطبري: ٢٣/ ٦٦٦.
(٢) الدر المصون: ١٤/ ١٢٥.
(٣) هي قراءة حمزة والكسائي، وعاصم، والحسن، وشعبة، والأعمش، وعلي، وابن مسعود، وزيد ابن ثابت وابن وثاب، وخلف، انظر: معاني القرآن للفراء: ٣/ ٢٩٠، وجامع البيان: ٢٤/ ٦٠٠، وجامع الأحكام للقرطبي: ٢٠/ ١٨٦، والدر المصون: ٩/ ٨٩، ومعجم القراءات لمختار: ٥/ ٤٧٥.
(٤) الهمزة: ٨، ٩.
(٥) معاني القرآن: ٣/ ٢٣٦.
(٦) بل هو قول الفراء. أنظر: معاني القرآن: ٣/ ٢٩٠.

<<  <   >  >>