للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمعنى الشيء المحطَّمِ والمفتَّتِ. وقال اليزيديُّ: "المضمومُ جمعُ جُذاذة بالضم نحو: زُجاج في زُجاجة، والمكسورُ جمع جَذيذ نحو: كِرام في كريم". وقال بعضُهم: المفتوحُ مصدرٌ بمعنى المفعولِ أي: مَجْذوذين. ويجوز على هذا أن يكونَ على حَذْفِ مضافٍ أي: ذوات جُذاذ. وقيل: المضمومُ جمع جُذاذَة بالضمِّ، والمكسورُ جمع جِذاذَة بالكسر، والمفتوح مصدرٌ" (١).

ومن خلال ما سبق يتبين أن "جذَاذًا" قرئت مثلثة الجيم، وقيل في حالتي ضم الجيم وكسرها بالجمع والمصدر، وفي حالة الفتح بالمصدر فقط.

(وُلْدُهُ (٢)، وِلْدُهُ (٣)): قراءتان في: {مَالُهُ وَوَلَدُهُ} (٤).

ذكر الزبيدي أن "الوَلَدَ" تجمع على: أَوْلاَدٍ، ووِلْدٍ ووُلْدٍ، ثم استدل بالقراءة على ورود بعضها فيقول: "قال الفَرَّاءُ: قرأَ إِبراهِيمُ {مَالُهُ وَوُلْدُهُ} وهو اخْتِيَار أَبي عَمْرو، وكذلك قَرأَ ابنُ كَثِيرٍ، وحَمْزَةُ. وروى خارِجةُ عن نافِعٍ: "وَوُلْدُهُ" أَيضاً. وقرأَ ابنُ إِسحاقَ: "مَالُهُ وَوِلْدُهُ" وقال: هما لغتانِ وُلْد ووِلْد. [التاج: ولد].

قال أبو زرعة:" قال الفراء: هما لغتان مثل الحُزْنِ والحَزَنِ، والرُّشْد والرَّشَد، والبُخْل والبَخَل ... وقال الزجاج: الوَلَدُ وَاحِدٌ والوُلْدُ بالضم جَمْعٌ مثل أَسَدٍ وأُسْدٍ، وقال ابنُ أَبِي حَمَّادٍ: الوُلْدُ بالضم وَلَدُ الوَلَدِ، والوَلَدُ بالفتح وَلَدُ الصُّلْبِ، والوُلْدُ بالضم يصلح للواحِد وللجمع، والوَلَدُ لا يصلح إلا للواحِد فلهذا قرأ أبو عمرو ها هنا بالضم " (٥).

وقال السمين:" فأمَّا القراءةُ بفتحتين فواضحةٌ وهو اسمٌ مفردٌ قائمٌ مقامَ الجمع. وأمَّا قراءةُ الضمِّ والإسكانِ، فقيل: هي كالتي قبلها في المعنى، يقال: وَلَدَ


(١) الدر المصون:١٠/ ٣٠٩.
(٢) انظر: معاني القرآن للفراء: ٢/ ١٧٣، والسبعة:٤١٢، والعنوان: ٣٤، والمحرر الوجيز لابن عطية: ١/ ٤٧٤، والجامع للقرطبي: ١١/ ١٥٥، ومعجم القراءات للخطيب: ١٠/ ١٠٣.
(٣) هي قراءة أبي عمرو والحسن والجحدري وقتادة وزر وطلحة، انظر: الحجة لابن خالويه: ٣٥٣، والنشر: ٢/ ٤٣١، ومعجم القراءات لمختار: ٥/ ٢٠٧.
(٤) نوح: ٢١.
(٥) الحجة: ٧٢٥.

<<  <   >  >>