للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تخفيفٌ من الضم. والثاني: أنها لغةٌ مستقلة" (١). قال أبو حيان: "وجعله مما جمع على (فُعْل) أولى من حمله على أنه أراد النجوم، فحذف الواو" (٢).

(ثُمُرٌ (٣) وثُمْرٌ (٤)): قراءتان في قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} (٥).

ذكر الزبيدي أن الثَّمَرَ: أنواعُ المال المُثَمَّرِ المُسْتَفَادِ، ويُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ، ويضم ويفتح واستدل على ذلك بقراءة أبي عمرو: {وَكَانَ لَهُ ثُمْرٌ} وفَسَّره بأَنواع المالِ. "قال مُجَاهِد: ما كان في القرآن مِن (ثُمُرٍ) فهو المال، وما كان مِن (ثَمَرٍ) فهو الثِّمار (٦). ورَوَى الأزهريُّ بسَنَدِه قال: قال سَلاّم أبو المُنْذِر القارئ في قوله تعالى: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ}: مفتوح جَمْع ثَمَرة، ومَن قرأَ "ثُمُر" قال: مِن كلّ المالِ قال: فأَخبرتُ بذلك يُونُسَ فلم يَقْبله كأَنّهما كانا عنده سَواءً". [التاج: ثمر].

قال الطبري: "وكأنّ الذين وجَّهوا معناها إلى أنها أنواع من المال، أرادوا أنها جمع ثمار جمع ثمر، كما يجمع الكتاب كتبا، والحمار حمرا، وقد قرأ بعض من وافق هؤلاء في هذه القراءة "ثُمْرٌ" بضم الثاء وسكون الميم، وهو يريد الضمّ فيها، غير أنه سكنها طلب التخفيف، وقد يحتمل أن يكون أراد بها جمع ثمرة، كما تجمع الخَشبة خَشَبا. وقرأ ذلك بعض المدنيين: {وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ} بفتح الثاء والميم، بمعنى جمع الثمرة، كما تجمع الخشبة خشبا، والقصبة قَصبا " (٧).

وقال البغوي: "فمن قرأ بالفتح - ثَمَرٌ - هو جمع ثمرة وهو ما تخرجه الشجرة من الثمار المأكولة. ومن قرأ بالضم - ثُمْرٌ - فهي الأموال الكثيرة


(١) الدر المصون: ٩/ ٢٣٤.
(٢) البحر المحيط: ٥/ ٤٨٠.
(٣) هي قراءة ابن عامر وابن كثير ونافع وحمزة والكسائي وأبي عمرو وابن عباس ومجاهد ويعقوب، انظر: السبعة لابن مجاهد: ٢٦٤، والحجة لابن خالويه: ١٤٧، والحجة لابن زنجلة: ٤١٦، وجامع الأحكام: ١٠/ ٤٠٣، والنشر: ٢/ ٣١٠، والإتحاف: ٥١٥، ومعجم القراءات للخطيب: ٥/ ٢٠٦.
(٤) هي قراءة أبي عمرو والأعمش وأبي رجاء والحسن واليزيدي، المصادر السابقة.
(٥) الكهف:٣٤.
(٦) انظر: معاني الفراء: ٢/ ١٤٤، والمحرر الوجيز: ١/ ٣٧٧، ومعاني القرآن للنحاس: ٤/ ٢٣٩، والبحر المحيط: ٦/ ١٢٣، والدر المصون: ١٠/ ٥٠.
(٧) جامع البيان: ١٨/ ٢١.

<<  <   >  >>