وقد أكثَرَ الإمام الطبري في كتابه (التاريخ) النقل عن رجل اسمه لوط بن يحيى، ويكنى بأبي مخنف.
ولوط بن يحيى هذا روى عنه الطبري خمسمائة وسبعًا وثمانين رواية , وهذه الروايات تبدأ من وفاة النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - وتنتهي إلى خلافة يزيد , منها سقيفة بني ساعدة , قصة الشورى الأمور التي من أجلها قام الخوارج على عثمان - رضي الله عنه - ثم بعد ذلك مقتله , خلافة علي - رضي الله عنه - , معركة الجمل , معركة صِفِّين , التحكيم , معركة النهروان , خلافة معاوية - رضي الله عنه - , قتل الحسين - رضي الله عنه -.في كل هذه تجد لأبي مخنف رواية وهذه هي التي يعتمدها أهل البدع , ويحرصون عليها.
وليس أبو مخنف وحده بل أبو مخنف هو أشهرهم وإلا فهناك غيره كالواقدي مثلا ً، وهو متروك متهم بالكذب أيضًا.
والثالث: سيف بن عمر التميمي وهو أيضًا مؤرخ معروف ولكنه متروك متهم بالكذب أيضًا. وكذلك الكلبي وهو كذاب مشهور فإذ ًا لابد أن يتثبت المرء من رواية أمثال هؤلاء.
نرجع إلى أبي مخنف قال عنه ابن معين: ليس بثقة.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وسئل عنه مرة فنفض يده وقال: أحد يسأل عن هذا؟.
وقال الدارقطني: ضعيف.
وقال الذهبي: أخباري تالف لا يوثق به.
فأنت إذا فتحت تاريخ الطبري ووجدت رواية فيها مطعن على أصحاب الرسول ثم وجدت أن الطبري إنما رواها عن أبي مخنف فعليك أن تلقيها جانبًا.
لماذا؟ لأنها من رواية أبي مخنف.
وأبو مخنف هذا جمع بين البدعة والكذب وكثرة الرواية؛ مبتدع كذاب مكثر من الرواية.