يكتبون ما يسقط من ورق الشجر، فإذا أصابت أحدكم عرجة بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله أعينوني».قال الحافظ كما في (شرح ابن علان)(٥/ ١٥١): «هذا حديث حسن الإسناد غريب جدًا، أخرجه البزار وقال: لا نعلم يروى عن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد».وحسنه السخاوي أيضا في (الابتهاج) وقال الهيثمي: «رجاله ثقات».قلت (أي الألباني): ورواه البيهقي في (الشعب) موقوفًا كما يأتي .... ثم قال الشيخ الألباني: وقفت على إسناد البزار في " زوائده "(ص ٣٠٣): حدثنا موسى بن إسحاق: حدثنا منجاب بن الحارث: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن أسامة بن زيد (عن أبان) ابن صالح عن مجاهد عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - قال: فذكره. قلت: وهذاإسناد حسن كما قالوا، فإن رجاله كلهم ثقات غير أسامة بن زيد وهو الليثي وهو من رجال مسلم، على ضعف في حفظه، قال الحافظ في (التقريب): «صدوق يهم».
وموسى بن إسحاق هو أبو بكر الأنصاري ثقة، ترجمه الخطيب البغدادي في (تاريخه)(١٣/ ٥٢ - ٥٤) ترجمة جيدة. نعم خالفه جعفر بن عون فقال: حدثنا أسامة بن زيد. ... فذكره موقوفا على ابن عباس. أخرجه البيهقي في (شعب الإيمان)(٢/ ٤٥٥).وجعفر بن عون أوثق من حاتم بن إسماعيل، فإنهما وإن كانا من رجال الشيخين، فالأول منهما لم يجرح بشيء، بخلاف الآخر، فقد قال فيه النسائي: ليس بالقوي. وقال غيره: كانت فيه غفلة. ولذلك قال فيه الحافظ:«صحيح الكتاب، صدوق يهم». وقال في جعفر:«صدوق».ولذلك فالحديث عندي معلول بالمخالفة، والأرجح أنه موقوف، وليس هو من الأحاديث التي يمكن القطع بأنها في حكم المرفوع، لاحتمال أن يكون ابن عباس تلقاها من مسلمة أهل الكتاب. والله أعلم.
ولعل الحافظ ابن حجر - رحمه الله - لو اطلع على هذه الطريق الموقوفة، لانكشفت له العلة، وأعله بالوقف كما فعلت، ولأغناه ذلك عن استغرابه جدًا، والله أعلم.» اهـ.
تنبيه: قولهم: «رجاله رجال الصحيح» أو «رجاله ثقات»، ليس تصحيحا للحديث؛ لأن من شروط الحديث الصحيح أن يسلم من العلل التي بعضها الشذوذ