وقد قَالَتْ عَائِشَةَ - رضي الله عنها -:كُنَّ أَزْوَاجُ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وآله وسلم - عِنْدَهُ لَمْ يُغَادِرْ مِنْهُنَّ وَاحِدَةً فَأَقْبَلَتْ فَاطِمَةُ تَمْشِى مَا تُخْطِئُ مِشْيَتُهَا مِنْ مِشْيَةِ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - شَيْئًا فَلَمَّا رَآهَا رَحَّبَ بِهَا فَقَالَ:«مَرْحَبًا بِابْنَتِى».
ثُمَّ أَجْلَسَهَا عَنْ يَمِينِهِ أَوْ عَنْ شِمَالِهِ ثُمَّ سَارَّهَا فَبَكَتْ بُكَاءً شَدِيدًا فَلَمَّا رَأَى جَزَعَهَا سَارَّهَا الثَّانِيَةَ فَضَحِكَتْ. فَقُلْتُ لَهَا خَصَّكِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - مِنْ بَيْنِ نِسَائِهِ بِالسِّرَارِ ثُمَّ أَنْتِ تَبْكِينَ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - سَأَلْتُهَا:«مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -»، قَالَتْ:«مَا كُنْتُ أُفْشِى عَلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - سِرَّهُ».
قَالَتْ: فَلَمَّا تُوُفِّىَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم - قُلْتُ:«عَزَمْتُ عَلَيْكِ بِمَا لِى عَلَيْكِ مِنَ الْحَقِّ لَمَا حَدَّثْتِنِى مَا قَالَ لَكِ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وآله وسلم -».