للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

هذا واجب الإدغام، وأمَّا قوله: (لاَ كَمِثْلِ) إلى قوله: (كَهَيْلَلَ)، هذا واجب الإظهار، فأشار إلى القسمين بهذين النَّوعين.

قوله: (لاَ كَمِثْلِ) (لاَ) حرف عطف، والمعطوف عليه محذوف، والتَّقدير: أول مثلين مُحرَّكين أدغم في أوزانٍ مخصوصةٍ محفوظةٍ لاَ كَمِثْلِ.

إذاً: (لاَ) عاطفة، والمعطوف عليه محذوف، (كَمِثْلِ) الكاف زائدة، كقوله: ((لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ)) [الشورى:١١] فالكاف تُعْتَبَر زائدة، (مِثْلِ) مضاف، و (صُفَفِ) مضافٌ إليه.

وَذُلُلٍ وَكِلَلٍ وَلُبَبِ ..

هذه كلها معطوفات عليها، (ولاَ كَجُسَّسٍ) (لاَ) زائدة، (كَجُسَّسٍ) جار ومجرور معطوف على قوله: (كَمِثْلِ)، (وَلاَ كَاخْصُصَ أَبِي) (لاَ) زائدة، (كَاخْصُصْ) معطوف على ما قبله، (وَلاَ كَهَيْلَلَ) إذاً: الكافات هذه كلها معطوفات على ما قبلها.

(وَشَذَّ فَكٌّ) هذا فاعل، (شَذَّ فَكٌّ فِي أَلِلْ) (فِي أَلِلْ) جار ومجرور مُتعلَّق بقوله: (شَذَّ) (وَنَحْوِهِ) معطوفٌ عليه، (بِنَقْلٍ فَقُبِلْ)، (بِنَقْلٍ) هذا جار ومجرور مُتعلَّق بقوله: (فَكٌّ) لأنَّه مصدر يعني: بسماعٍ، (فَقُبِلَ) الفاء عاطفة، (قُبِلَ) الذي هو النَّقل.

ثُمَّ قَال:

وَحَيِيَ افْكُكْ وَادَّغِمْ دَونَ حَذَرْ ... كَذَاكَ نَحْوُ تَتَجَلَّى وَاسْتَتَرْ

هذا فيه إشارة إلى ما يجوز فيه الإدغام والفك، يعني: ما يجوز فيه الوجهان وهو: (حَيِيَ) على وزن (فَعِلَ) ما كان المثلان فيه ياءين لازماً تحريكهما نحو (حَيِيَ) و (عَيِيَ) هنا فيه ياءان لازماً تحريكهما، نقول: ما كان على وزن (فَعِلَ)، وكانت عينه ولامه ياءٌ لازمٌ تحريكهما جاز فيه الوجهان: (حَيَّ) بالإدغام، (حَيِيَ) فيه وجهان: الفَكُّ والإدغام.

(وَحَيِيَ افْكُكْ وَادَّغِمْ) إذاً: الفَكُّ مُقدَّمٌ على الإدغام، لأنَّه قَدَّمه فقال: (حَيِيَ) على وزن (فَعِلَ) وهو مفعولٌ به لقوله (افْكُكْ) (افْكُكْ) فعل أمر والفاعل أنت، (وَحَيِيَ) مفعولٌ مُقدَّم له، (وَادَّغِمْ) فعل أمر والمفعول محذوف (ادَّغِمْ) .. (حَيِيَ) أيضاً مثله، حُذِفَ لدلالة ما قبله عليه، (دَونَ حَذَرْ) دون فَعَلْ.

كَذَاكَ نَحْوُ تَتَجَلَّى وَاسْتَتَرْ ..

(تَتَجَلَّى) هذا موضع ثاني مِمَّا يجوز فيه الوجهان: وهو ما كان فعل مضارع مبدوءٌ بتاءين، الفعل الماضي إذا كان مبدوءً بالتاء وزيدت عليه تاء المضارعة اجتمع عندنا مثلان، يجوز الإدغام ويجوز الفك، فمن فَكَّ حينئذٍ كان على القياس، ومن أدغم حينئذٍ كان على خلاف القياس، بل بعضهم لم يُجَوِّز الإدغام أصلاً، لأنَّك لو أدغمت سَكَّنت التاء الأولى حينئذٍ احتجت إلى همزة الوصل، وهمزة الوصل لا تدخل على المضارع البَتَّة، فإذا قلت: (تَتَجَلَّى) حينئذٍ تقول: (اتَّجَلَّى) فاحتجت إلى همزة الوصل، همزة الوصل لا تدخل على أول الفعل المضارع، وإنَّما هي خاصَّةٌ بما ذكرناه سابقاً، وهذا هو الظَّاهر.

وَحَيِيَ افْكُكْ وَادَّغِمْ دَونَ حَذَرْ ... كَذَاكَ. . . . . . . . . . . .