للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقال: «اللهم اهد دوسا، ارجع إلى قومك فادعهم، وارفق بهم»، قال: فرجعت فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة، وقضى بدرا وأحدا والخندق، ثم قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بمن أسلم معي من قومي ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر حتى نزلت المدينة بسبعين أو ثمانين بيتا من دوس (١)، ثم لحقنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخيبر، فأسهم لنا مع المسلمين.

لذلك عرض الطفيل على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يلحق بارض دوس، قال: "هل لك في حصن ومنعة؟ ، حصن دوس" قال: فابى رسول الله لما ذخر الله للأنصار (٢).

قال الطفيل: ثم إنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى إذا فتح الله عليه مكة، قلت: يا رسول الله: ابعثني إلى ذي الكفين ــ صنم أبيه عمرو بن حممة ــ فخرج إليه فجعل طفيل بن عمرو يقول وهو يوقد عليه النار، وكان من خشب:

يا ذا الكفين لست من عبادكا ... ميلادنا أقدم من ميلادكا

إني حشوت النار في فؤادكا

تنبيه:

لم يقل الطفيل ابعثني إلى ذي الخلصة، والمشهور من زمن بعيد أن صنم ذي الخلصة في دوس، وهذا يؤكد خطأ من زعم ذلك، ولو كان لطلب الطفيل هدمه مع ذي الكفين، وقد بحثت في عدد غير قليل من المصادر فلم أجد ذكرا لذي الخلصة في دوس، وإنما هو في تبالة (٣)، وكان مروة بيضاء منقوش عليها كهيئة التاج، وكانت بتبالة بين مكة واليمن، على مسيرة سبع ليال من مكة، وكانت تعظمها وتهدي لها خثعم، وبجيلة، وأزد السراة، ومن قاربهم من بطون العرب من هوازن،


(١) منهم أبو هريرة (الجرح والتعديل ٤/ ٤٨٩).
(٢) ضعيف الأدب المفرد (٩٤، ٦١٤) قلت: لم يخف علي تعليق العلامة الألباني رحمه الله، لكن لم يظهر لي وجه التضعيف، لاسيما والأمر لا يتعلق بحلال ولا حرام، وليس غريبا أن يقول ذلك الطفيل - رضي الله عنه - فهو سيد في قومه، وارض السراة أقرب لمكة، وهي حصن حصين، ودوس أهل منعة، ولكن المدينة مهاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهي من علامات نبوته، وذلك فضل ذخره الله للأنصار - رضي الله عنهم -، فنعمت المدينة ونعم الأنصار.
(٣) كتاب الأصنام ١/ ٣٤.

<<  <   >  >>