قرأ يعقوب وحده في هذه السورة قوله {وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِي}[٤٠]{وَإِيَّايَ فَاتَّقُونِي}[٤١]{وَلَا تَكْفُرُونِي}[١٥٢] باثبات الياء في الوصل والوقف، وكذلك ما أشبهه في جميع القآن، فإنه يثبت الياء فيه وصلا ووفقا؛ وإن كانت محذوفة، رأس آية كانت أو وسطها. وهذه جملة كافية من وصف مذهبه في هذا الباب، وهو مذهب سهل لأنه سبيل واحد لا يختلف ولا يحتاج إلى إعادة ذكره في كل مكان عند كل حرف، بمشيئة الله وعونه.
وأما أبو جعفر وأبو عمرو، ونافع - برواية إسماعيل -، فإنهم يثبتون منه ما كان وسط الآية، ولا يثبتون ما كان رأس الآية إلا شيئا يسيرا. وابن كثير ونافع وغيرهما يوافقونهم في بعض ويخالفونهم في بعض، وسنذكر مذاهبهم واختلافهم فيه، آخر كل سورة بحول الله وقوته ومشيئته وقدرته.
ففي هذه السورة منه قوله تعالى {أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ}[١٨٦] قرأ باثبات الياء فيهما أبو جعفر ونافع