للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - الطهارة: وهذا من الآداب التي يَنبغي للدَّاعي أن يتَّصف بها؛ فاللائق بمن يريد خطاب الله ومناجاته أن يكون على أحسن الأحوال؛ ومن ذلك الطَّهارة الظَّاهرة بالوضوء والطَّهارة الباطنة بالتَّوبة والاستغفار؛ حتى يكون مؤهَّلاً لخطاب الله تعالى ومناجاته.

وقد ورد ما يدلُّ على استحباب الوضوء للدُّعاء في حديث أبي موسى الأشعريّ في قصّة استشهاد أبي عامر وطلبه من النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - الاستغفارَ؛ فلمَّا وصل إلى النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - وفاته وطلبه منه الاستغفار دعا بماء فتوضَّأ ثم دعا له (١).

٨ - السّواك: ووجه ذلك أنَّ الدُّعاء عبادة باللِّسان؛ فتنظيف الفم عند ذلك أدب حسن، ولهذا جاءت السُّنَّةُ المتواترة بمشروعيَّة السِّواك للصَّلاة، والعلَّةُ في ذلك تنظيفُ المحلِّ الذي يكون الذِّكرُ به في الصَّلاة (٢).

٩ - رفع اليدين: قال أبو موسى الأشعريّ- رضي الله عنه: (دعا النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم رفع يديه، ورأيت بياضَ إبطيه) (٣).

وقال ابنُ عمر- رضي الله عنه: (رفع النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - يديه وقال: «اللهمَّ إنِّي أبرأ إليك ممَّا صَنَعَ خالد» (٤).

وعن سلمان الفارسيّ رضي الله عنه أنَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «إنَّ ربَّكم– تبارك وتعالى- حييّ كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردَّها صفراً خائبتين» (٥).


(١) البخاري باب الدعاء عند الوضوء برقم ٦٠٢٠ (٥/ ٢٣٤٥).
(٢) انظر تحفة الذاكرين ص٤٤.
(٣) البخاري باب غزوة أوطاس ٤/ ١٥٧١، مسلم باب فضائل أبي موسى برقم ٢٤٩٨ (٤/ ١٩٤٣).
(٤) رواه البخاري، باب رفع الأيدي في الدعاء برقم ٤٠٦٨ (٥/ ٢٣٣٥).
(٥) رواه أبو داود (١٤٨٨)، الصلاة، باب الدعاء، والترمذي (٣٥٥٦)، باب الدَّعوات، والحاكم: كتاب الدعاء برقم ١٨٣٠، وقال: صحيح على شرط الشَّيخين، وقال الذَّهبيُّ في التَّلخيص: صحيح.

<<  <   >  >>