كان تعليم الأطفال في هذه المملكة في القرون الوسطة من الأمور المعتني بها وقد اتبدأت الأرياف والمدن في الكثرة من سنة ١١٩٢ وكان التعليم منتشراً بين الأهالي حتى أن بعض السياحيين لفرنسا وبين تعجب من كثرة عدد من لهم إلمام بالمعارف وبالقراءة والكتابة بين
الأهالي حيث كان وجود ذلك في ذاك الوقت نادراً في فرنسا وغيرها فكانت مملكة البلجيك مستنيرة بشموس المعارف المشقة في أفاقها ومتحلية بحلي السعادة والرفاهية رافلة في حللها إلى أن استولت عليها أمة الأسبانيوليين في القرن الرابع عشر فتغيرت أحوالهم وأدبر عن ميدان المعارف إقبالهم وأخذت تلك المعارف تزول عن ناديهم وانتشر الجهل في جميع الجهات يصحبهم ويعاديهم وما ذلك إلا بسبب ما لحق الأهالي من الفقر والإهانة بحيث صاروا إلى الحضيض بعد بلوغهم أرفع مكان وقد استمرت هذه الحال إلى انضمام هذه المملكة إلى هولانده وصارتا مملكة واحدة فاجتهد الملك جيوم في أمر التربية فابتدأت تظهر ثمرات همته ولكن حصلت بعد ذلك حوادث عطلت سيره ثم بعد سنة ١٨٣٠ زاد تراخي الأهالي وتركوا المكاتب هملاً فتركها المعلمون لما لحقهم من الفقر والفاقة وسعى كل منهم في طريقة لمعاشه يكون بها حال انتعاشه ولم يبق فيهم إلا من ليس لهم قدرة على الحصول على المعاش بطريق آخر وفي سنة ١٨٤٢ صار الألتفات لهذا الأمر من طرف الحكومة وصار تنظيم القانون الذي على مقتضاه تكون التربية في المملكة وقد تقرر فيه أن كل ناحية بجعل فيها مكتب وجعل لجميع الأطفال الحق في الدخول بلا