المشتركون فيه خارج العاصمة والديار المصرية ألفاً وسبعمائة وثمانين مشتركاً كان يرسل إليهم بواسطة البوسطة واشترك فيه من سكان العاصمة ثمانمائة وستون كان يوزع عليهم بواسطة خدمة الإدارة من هذا المجمع أربعمائة وعشرون مسيحياً مصرياً وسورياً ويباع منه مائتا نسخة مفرقة فمجموع ما كان يوزع منه كل طبعة ٢٨٤٠ ومعلوم أن مثل الجرائد الأدبية لا يشترك فيها إلا الأفاضل والنبهاء فكل مشتركي الأستاذ من الأفاضل والأمراء والأعيان الذين هم من الطبقة الأولى في العالم الشرقي. ولقد عز على بعض أناس غربيين تنبه الشرقي واستعداده لمضاهاة الأوروبي وتقليده في أعماله وأقواله الحرة ورأى أن ذلك ضار بسعيه الخاص وعلم أن الأستاذ صار في مقدمة الجرائد المرشدة إلى طرق الإصلاح والنجاح فأثار بعض الجرائد الإنكليزية في مصر وفي انكلترة كالغازت وبروغريه والتيمس والدلينيوز والمقطع على الأستاذ ثورة عدوان فرمته بأنه متعصب للدين زورا وبهتاناً فإن هذا لا يوجد في صفحاته وافترت عله أنه يقبح أعمال جميع الأوروبيين ويذم المقلد لهم في أفعالهم لإثارة الأفكار ضده مع أنه لم يزد على تبيين عوائد الشرقيين والغربيين وأخلاقهم ومعلوم أن الناس تختلف في العادات فما يناسب
إيطاليا لا يناسب فرنسا غالباً إلا في الأمور العامة فإذا كان للشرقي عادة ينبغي أن ينبه على المحافظة عليها لا يقال أن ذلك طعن في شخص الأوروبي وتقبيح لفعله ولكن المفسد يحتال لغرضه بما يراه وقالت وهي كاذبة أن محرره ثوروي مهيج مع أنه لزم السكون والهدوء ودعا إليهما وما أهاج الأفكار إلا هذه الجرائد الثائرة ولعلم الناس أن ثورتها لغاية شخصية لم تؤثر دسائسها في نفوس كبار القوم الواقفين