ومع هذا كله فإن تصديق الأحاديث الواردة في إحدى المجموعات المتفق على صحتها، من الصفات التي يمتاز بها المسلمون المتمسكون بدينهم والذين يُطلق عليهم السنيين. ومن هذه الأحاديث حديث يسأل فيه جبريل النبي عن ماهية الإسلام فيجيبه النبي بأن الإسلام هو شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، وإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا، فالصلاة، والزكاة، والصوم والحج هي الواجبات الأربعة المفروضة على كل مسلم، وهي مضافة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله "أركان الإسلام الخمسة".
ولابد أن يسبق الصلاة الوضوء، وإذا كانت الصلاة تؤدى خمس مرات في اليوم فقد أصبحت النظافة من الإيمان بحق. فالإسلام كاليهودية يدعو إلى العناية بصحة الجسم وتقويم الخلق، وهما في هذه الناحية يعملان بالمبدأ القائل إن الإنسان لا يعقل الشيء المعقول إلا إذا كان له سند من الدين. وكان النبي يحذر المسلمين من إهمال الوضوء ويقول لهم إن الله لا يقبل الصلاة بلا وضوء؛ ويحث على تنظيف الأسنان قبل الصلاة، وإن لم يجعلها من فرائض الوضوء؛ أما تلك الفرائض فهي: غسل الوجه واليدين والقدمين (١)(سورة المائدة ٦) وعلى الجُنُب أن يستحم، وعلى المرأة التي خرجت من المحيض، أو الوضع، أن تتطهر قبل الصلاة. ويصعد المؤذن في بلاد الإسلام المئذنة عند طلوع الفجر، وفي منتصف النهار ووقت العصر، وعند غروب الشمس، وفي المساء، ويدعو المسلمين إلى الصلاة بقوله "الله أكبر، الله أكبر، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد ألا إله إلا الله، أشهد أن محمداً رسول الله، أشهد