للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أفكار أبهجت فيما بعد "صالوناته" فكانت مقالته عن "الممثلين" استمرار لحملة فولتير دفاعاً عن حقوقهم المدنية.

وحظي المجلد الثالث بثناء كبير خفف منه نقد اليسوعين وليلى فرينون في مجلة "السنة الأدبية" ورفع المشتركون الجدد من قيمة العمل ومكانته: وبدأ ديكلوس ينهض بقسط من الجهد في إخراج المجلد الرابع، وفولتير وترجو يشاركان في المجلد الخامس. وفي أثناء السنوات الأربع الأولى من المشروع كان فولتير مشغولاً أو متورطاً في ألمانيا -أما الآن في عام ١٧٥٥ فقد أستقر به المقام في جنيف وأرسل منها المقالات عن "الأناقة" "و"الفصاحة" و"الذكاء" وكلها تفيض أناقة وفصاحة وذكاء وكتب ديدرو نفسه للمجلد السادس مقالاً تحت عنوان "الموسوعة" عده بعض العلماء والباحثين أحسن ما كتب في المجموعة كلها. وكانت بالفعل من أطول المقالات حيث بلغ عدد كلماتها ٣٤ ألف كلمة، تحدث فيه عن الصعوبات التي واجهت العمل لا من حيث القوى التي كانت تهدف إلى هدم المشروع فحسب بل كذلك من حيث ضآلة الاعتمادات المالية غير الكافية لدفع أجور المؤلفين ونفقات الطبع، والعلل الطبيعية التي انتابت الكتاب حيث أقعدهم المرض أو ضيق الوقت. وأقر العيوب الكثيرة التي أصابت المجلدات الخمسة الأولى التي كانت قد أخرجت في عجلة وخوف، ووعد بالعمل على ملاقاتها، وفي شيء من الانفعال كتب قانون الإيمان الخاص به: إن الغاية القصوى من أية موسوعة هو جمع المعرفة المتناثرة هنا وهناك على الأرض، وشرحها للمعاصرين ونقلها إلى الأعقاب، والغرض من ذلك هو ألا تكون جهود القرون الماضية غير ذات نفع للأجيال القادمة وأن يكون خلفاؤها وقد أصبحوا أكثر ثقافة وأغزر علماً، في نفس الوقت أسعد وأكثر تمسكاً بالفضيلة، وألا نفارق الحياة دون أن نحظى بثناء الجنس البشري وتقديره.

ورأى ديدرو في الموسوعة لطمة للأعقاب، ووثق أنهم سيدافعون عنه ويبرئونه، وتصور ثورة عارمة عطلت مؤقتاً تقدم العلوم وعمل فنون