بخضوعه الاختياري. وأغلب الظن أن أول سيطرة الإنسان على الجماهير بدأت في حالة الحرب .. .. وكان من أثر استمرار تلك الحالة طويلاً … وهو أمر مألوف لدى القبائل المتوحشة، أن الشعب تعود الخضوع (١٢٩)".
وهكذا أصبحت الملكية أكثر أشكال الحكم انتشاراً، ودواماً، وأذن فأكثرها عملية على الأرجح. "إن الأمير الوراثي، والنبلاء دون أتباعهم، والشعب الذي يصوت بواسطة ممثليه، يؤلفون خير ملكية، وأرستقراطية، وديمقراطية (١٣٠)".
وبالإضافة إلى تفنيد هيوم لروسو سلفاً، استخدم أسلوبه "الأديسوني" لينبذ سلفاً نظرية مونتسكيو التي تزعم أن مناخ البلد يقرر طبع أهله. كتب يقول في "مقالات أخلاقية وسياسية" ظهرت طبعته الثانية في آن واحد تقريباً (١٧٤٨) مع "روح القوانين": "أما عن الأسباب الطبيعية فإني أميل إلى الشك في مفعولها في هذا المجال. كذلك لا أظن أن الناس يدينون بأي شيء في طبعهم أو نبوغهم للهواء أو الغذاء أو المناخ (١٣١)". فالخلق القومي يترتب على الحدود القومية لا المناطق المناخية، وأهم ما يقرره هو القوانين والحكومة وهيكل المجتمع وأعمال السكان ومحاكاة الجيران أو الرؤساء.
في ظل هذه العوامل المختلفة المحلية تكون الطبيعة البشرية أساساً طبيعة واحدة في كل زمان ومكان؛ فالدوافع والغرائز ذاتها، التي تفرضها دواعي البقاء، تنتج أساساً، في جميع العصور والأقطار، الأفعال والنتائج ذاتها.
"فالطموح والجشع ومحبة الذات والغرور والصداقة والكرم وروح الجماعة- هذه العواطف، المختلطة بدرجات متفاوتة، والموزعة بين أفراد المجتمع، كانت منذ أن وجدت الدنيا وما زالت مصدر جميع