للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

نقرة، وذلك عبارة عن ثمانية مثاقيل ذهب ونصف مثقال، والخبز كل رطل وثلث بالمصري بدرهم نقرة، وأكلت الضعفاء الكلاب، وطرحت الأموات في الطرقات، وكانوا يحفرون الحفائر الكبار، فيلقون

فيها الجماعة الكثيرة. وبيع الفروج بالإسكندرية بستة وثلاثين درهما نقرة، وبالقاهرة بتسعة عشر، والبيض كل ثلاثة بدرهم، وفنيت الحمر والخيل والبغال والكلاب، ولم يبق شيء من هذه الحيوانات يلوح، وفي جمادى الآخرة خف الأمر، وأخذ بالرخص، وانحط سعر القمح إلى خمسة وثلاثين درهما الإردب.

وفي سنة ست وتسعين، بلغت زيادة النيل إلى أول توت خمسة عشر ذراعا وثمانية عشر إصبعا، ثم نقص ولم يوف.

وفي سنة سبع وتسعين توقف النيل، ثم أوفى آخر أيام النسيء.

وفي سنة ثمان وتسعين في المحرم، ظهر كوكب له ذؤابة.

وفي سنة تسعين، أوفى النيل في ثالث عشر توت.

وفي شعبان سنة سبعمائة، أمر بمصر والشام اليهود بلبس العمائم الصفر، والنصارى بلبس الزرق، والسامرة بلبس الحمر، واستمر ذلك إلى الآن.

وقال الشعراء في ذلك، فقال العلاء الوادعي:

لقد ألزموا الكفار شاشات ذلة ... تزيدهم من لعنة الله تشويشا

فقلت لهم: ما ألبسوكم عمائمًا ... ولكنهم قد ألبسوكم براطيشا

وقال آخر:

تعجبوا للنصارى واليهود معًا ... والسامريين لما عمموا الخرقا

كأنما بات بالأصباغ منسهلا ... نسر السماء فأضحى فوقهم فرقا

وفي سنة اثنتين وسبعمائة في ذي الحجة، كانت الزلزلة العظمى بمصر، وكان تأثيرها