للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحادى عشر: الإكرام، نحو: {ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ} [الحجر: ٤٦]، فإن قرينة {بِسَلَامٍ آمِنِينَ} تدل عليه.

قال صاحب "التنقيحات": ولا وَجْه لحمله على الوجوب كما زعم بعض المعتزلة؛ فإن الآخِرة ليست دار تكليف. أي: فإنما هو غاية في إكرام أهل الجنة؛ بسلامتهم من جميع آفات الآخرة.

وهذا معنى قولي: (بِسَلَامٍ نَامِي)، أي: زائد، بالغ إلى الغاية. والله أعلم.

ص:

٥٣٢ - كَذَلِكَ التَّسْخِيرُ "كُونُوا قِرَدَهْ" ... {فَأْتُوا بِسُورَةٍ} لِعَجْزٍ أَوْرَدَهْ

الشرح:

الثاني عشر: التسخير، كقوله تعالى: {كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ} [البقرة: ٦٥]، والمراد به: السخرياء بالمخاطَب به، لا بمعنى التكوين كما سمَّاه [به] (١) القفال وغيرُه كما سبق.

والفرق بينه وبين التكوين أن التكوين: سرعة الوجود عن العدم، وليس فيه انتقال إلى حالة مُمْتَهَنَة، بخلاف التسخير، فإنه لُغةً: الذِّلة والامتهان في العمل، ومنه قوله تعالى: {سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا} [الزخرف: ١٣]، أي: ذَلَّلَه؛ لنَرْكَبه. ونقول: فلان سُخْرة السلطان.

وبالجملة فالعلاقة فيه وفي التكوين المشابهة المعنوية وهو التحتم في وقوع ذلك.

وقد يقال: العلاقة هي الطلب وإنِ اختلفت جهته.


(١) كذا في (ت). لكن في سائر النُّسخ: ابن.

<<  <  ج: ص:  >  >>