الحادى عشر: الإكرام، نحو:{ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ}[الحجر: ٤٦]، فإن قرينة {بِسَلَامٍ آمِنِينَ} تدل عليه.
قال صاحب "التنقيحات": ولا وَجْه لحمله على الوجوب كما زعم بعض المعتزلة؛ فإن الآخِرة ليست دار تكليف. أي: فإنما هو غاية في إكرام أهل الجنة؛ بسلامتهم من جميع آفات الآخرة.
وهذا معنى قولي:(بِسَلَامٍ نَامِي)، أي: زائد، بالغ إلى الغاية. والله أعلم.
الثاني عشر: التسخير، كقوله تعالى:{كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ}[البقرة: ٦٥]، والمراد به: السخرياء بالمخاطَب به، لا بمعنى التكوين كما سمَّاه [به](١) القفال وغيرُه كما سبق.
والفرق بينه وبين التكوين أن التكوين: سرعة الوجود عن العدم، وليس فيه انتقال إلى حالة مُمْتَهَنَة، بخلاف التسخير، فإنه لُغةً: الذِّلة والامتهان في العمل، ومنه قوله تعالى:{سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا}[الزخرف: ١٣]، أي: ذَلَّلَه؛ لنَرْكَبه. ونقول: فلان سُخْرة السلطان.
وبالجملة فالعلاقة فيه وفي التكوين المشابهة المعنوية وهو التحتم في وقوع ذلك.