للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ص:

٥٣٠ - وَمِثْلُهُ الْإنْذَارُ {قُلْ تَمَتَّعُوا} ... وَالِامْتِنَانُ في {كُلُوا} لَنْ [تُمْنَعُوا] (١)

الشرح:

الثامن: الإنذار، كقوله تعالى: {قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ} [إبراهيم: ٣٠].

وقد جعله قوم قِسمًا مِن التهديد، وهو ظاهر قول البيضاوي: (ومنه {قُلْ تَمَتَّعُوا}).

وعبارة "المحصول": (ويَقْرُب منه الإنذار) (٢).

والقصد بذلك بيان أنهما ليسا متغايرين كما زعم بعضهم، لكنه أصوب؛ فإن الفرق بينهما ظاهر، إذِ التهديد هو التخويف، والإنذار إبلاغ المخوف كما هو تفسير الجوهري لهما.

وفرَّق الهندي (٣) بينهما بأنَّ الإنذار يجب أن يكون مقرونًا بالوعيد كما في الآية المذكورة، والتهديد لا يجب فيه ذلك، بل قد يكون مقرونًا وقد لا يكون.

وفرَّق آخَرون بأنَّ التهديد عُرْفًا أَبْلَغ في الوعيد والغضب من الإنذار.

وقيل في الفرق أيضًا: إنَّ المهدد عليه يكون ظاهره التحريم والبطلان أو يكون مكروهًا؛ ولهذا كانت العلاقة بينه وبين الوجوب التضاد، وأما الإنذار فقد يكون كذلك وقد لا يكون.

وفيه نظر؛ فإنه إذا كان مقرونًا بالتخويف فكيف لا يكون حرامًا؟ ! بل يكون كبيرة على


(١) في (ق، ش، ن ١): يمنعوا.
(٢) المحصول في أصول الفقه (٢/ ٤٠).
(٣) انظر: نهاية الوصول (٣/ ٨٤٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>