للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كَلا ولولا طِيْبُ ذِكْرِكَ ما حَلا ... ذكرٌ بسمعي رنده (١) والشيح (٢)

فلأبْكِيَنكَ بالدِّماءِ إِذا قَضَى ... دمعي عليك صبابةً وأنوح

ولَوِ ارْعَوَيْتُ (٣) شَرَحْتُ رُزْئي إِنما ... عندي [لمختصر] (٤) الخطوب شروح

فَعَلَيْكَ رِضْوانُ الإِلهِ مُؤَبدا ... يهدي إليك وروحه والروح

ورَثاهُ أيضاً بعض الإخوانِ (٥):

سَيْفُ الحِمَامِ على البَرِيةِ مُنْتَضَى ... صبراً وتسليماً بما حكم القضا

وأَحَقُّ مَا يَبْدَا اللبِيْبُ بنَفْسِهِ ... إن كان مما يدعي طلب الرضا

وأَعَزُّ مَنْ يُبْكَى عليهِ تًأسُّفَاً ... محيي الشرائع نورة ملأ الفضا

الزاهِدُ الوَرعُ التقِيُّ ومَنْ بهِ ... عز العزا كالمصطفى والمرتضى

ما زَالَ يَقْضِي عُمْرَهُ بلَطَافةٍ ... من خلقه متفضلاً حتى قضى / [٦٧]

أذَويهِ لا تَتَجَلدُوا لِمُلِمةٍ ... لو نالت الصخر الأصم ترضرضا

لَوْ كانَ (مُحْيي الدِّينِ) (يَحيْىَ) يُفْتَدى ... لفديته بحشاشتي خوف القضا

فعَلَيْكَ (مُحْيي الدًينِ) أَوْلَى مَا جَرى ... دمعٌ يفيض وفي الحشا جمر الغضا

فَلِمَنْ أعَزِّي والعَزاءُ مُمَنَّعُ ... مني بخطب قد أمض وأمرضا

لِلْعالِمينَ العامِلينَ ومَنْ بِهِمْ ... أرجو النجاة من التردي في لظا

لكِنني أرْجُو بـ (يَحْيىَ) مِنْهُمُ (٦) ... غفران ربي من ذنوبي ما مضى


(١) (الرَّند): شجر طيب الرائحة، ينبت في سواحل الشام، والغور، والجبال الساحلية، وهو من الفصيلة الغارية.
(٢) (الشيح): نبات صحراوي وسهلي، من الفصيلة المركبة، رائحته طيبة قوية، وهو كثير الأنواع، ترعاه الماشية.
(٣) (ارعويت): كففت.
(٤) ما بين المعقوفتين من هامش الأصل.
(٥) انظر: "ترجمة الإمام النووي" (ص ٧٦) للسخاوي.
(٦) إن في هذا اللفظ من التجاوز الظاهر البيِّن، والنجاة لا تكون إلا بالأعمال الصالحة. =

<<  <   >  >>