للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

من الإيمان؛ لأنَّ ذلك الحياءُ الشَّرعيُّ، وهو: خُلُقٌ يَبْعَث على تَرْك القبيح ويَمْنَع من التقصير في حقِّ ذي حقٍّ، ويقع من الأكابر على وجه الإجلال والاحترام، وهو محمودٌ، والذي هنا ليس بشرع، بل انكسارٌ واستكانةٌ وانقباضٌ عن الشيء قبيحًا كان أو غيره، كما في حَياء الصِّبْيَان من أمور ليست بقبيحة.

قوله: «ويَكْتُبَ ما سَمِعَهُ»:

مراده [به] (١): ما يَعُمُّ الحديث [وغيره، عاليًا كان أو نازلًا، فإن الفائدة] (٢) ضالَّة المؤمن حيث ما وجدها التَقَطَها، وهكذا كانت سيرة السلف الصالح، فكم منهم من كبيرٍ يروي عن صغيرٍ، بل عن [أضعف] (٣) منه، والأصل قراءة السيد العظيم -عليه الصلاة والسلام- سورة «لم يكن» على أُبَيِّ بن كعب، فَعَلَه ليتأسَّى به غيره.

وقال وكيع (٤): «لا يكون الرجل عالمًا حتى يأخذ عمَّن [هو] (٥) فوقه، وعمَّن هو دُوْنَه، وعَمَّن هو مِثْله»، ولتكُن همَّةُ الطالب تحصيل الفائدة لا تحصيل الشيوخ مع العُدُول عنها. (هـ/٢٣٤)

[قوله] (٦): «تَامًّا»:

معناه: أنَّ [الطالب] (٧) إذا شَرَعَ في سماع كتابٍ أو جُزْءٍ ينبغي له إكمالُه وتَتْمِيمُه، ولا يَحْسُن مِنهُ أنْ يَنْتَخِبَ منه ما ينتقيه ويختاره؛ لأنَّه قد يحتاج بعد


(١) زيادة من (ب).
(٢) زيادة من (ب).
(٣) في (ب): [أصغر].
(٤) الجامع، للخطيب (٢/ ٢١٨).
(٥) زيادة من (ب).
(٦) زيادة من: (أ) و (ب).
(٧) في (هـ): [المطالب].

<<  <  ج: ص:  >  >>