للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

ولا شَكَّ بَعَّدَ هذا في اتجاهه على المؤلِّف قوله: «ثبوت المعاصَرة» سواء ثبت السَّمَاع أو لا، وهذا رأي مُسْلِمٍ وجماعة، وقوله: «فإنَّها» أي: العَنعَنَة منه «ليست محمولة على السَّمَاع والاتِّصال»، ولو قال: فإنها محمولة على عَدَم السَّمَاع] (١) كان أولى؛ لاحتمال ما قال للقولِ بالوَقْفِ.

[قوله] (٢): «وقيل: يُشْتَرَطُ»:

هذا قول ابن السَّمْعانيِّ (٣)، وقال أبو عمرو الدَّانِي (٤): أنَّه لا بُدَّ من شَرْطٍ أخصُّ، وهو معرفة الراوي بالأخذ عمَّن عنعن عنه، وقيل: هو محمول على الانقطاع ولو لم يكن الراوي مدلِّسًا، حتى يَظْهَر وصْلُه بمجيئه من طريق آخر أنَّه سمعه؛ لأنَّ «عن» لا تُشعِر بشيءٍ من أنواع التَّحَمُّل.

وهو مردود بإجماع السَّلف، وحُكْم «أنَّ» حُكْم «عن» عند جُلِّ العلماء، كما نقله عنهم ابن عبد البَرِّ في «التمهيد»؛ إذ لا عِبرة في الحروف والألفاظ بل باللقاء والمجالَسَة والسَّمَاع، يعني مع السلامة من التَّدْليس، وقال البَرْدِيجيُّ: «ما روِيَ بـ «أنَّ» محمول على الانقطاع حتى يَتَبَيَّن وصله له؛ لأنَّه سَمِعَه ممَّن رواه عنه في رواية أخرى» (٥)، والذي اختاره العراقيُّ (٦): أنَّ كلَّ من أدرك ما رواه من قصة أو غيرها ولم يكن مدَلِّسا ثُمَّ روى بـ «عن»، أو «أنَّ»، أو بـ «قال»؛ فإنَّه يُحْكَم لمرويِّه


(١) زيادة من (ب).
(٢) زيادة من: (أ) و (ب).
(٣) القواطع (٢/ ٤٥٧).
(٤) ينظر: رسالة أبي عمر الداني (ص ٢٤ - ٢٥ - ٢٦)، فلم أقف على ما نقل عنه هنا.
(٥) ينظر: مقدمة ابن الصلاح (ص ٦٢)، وشرح علل الترمذي (٢/ ٦٠٣)، وتوضيح الأفكار لمعاني تنقيح الأنظار (١/ ٣٠٦).
(٦) شرح التبصرة (٢/ ٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>