أو المؤمنون أو عباد الله أو السواد الأعظم من المسلمين أو جمهورهم الأكبر - هؤلاء هم جماعة المسلمين، وهي لا تتعدد بحكم النهي الوارد في القرآن الكريم عن التفرق إلى شيع وإلى أحزاب أو فرق أو طوائف، وبحكم النهي الوارد في السنة النبوية عن اتباع الفرق التي تتعدد إلى ثلاث وسبعين فرقة كما ورد في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، حدد النبي صلى الله عليه وسلم واحدة فقط منها وذكر أوصافها، وحكم بأنها وحدها هي الناجية من الهلاك، وهي الفرقة التي تتبع سنته وهدي أصحابه.
ولكن الواقع التاريخي للمسلمين يشهد بما ورد في الحديث الشريف من افتراق المسلمين إلى فرق عديدة، فقد نشأت فرق حتى في عصر الصحابة وأثناء الفتنة الكبرى التي انتهت بمقتل الخليفتين الراشدين: عثمان وعلي - رضي الله عنهما - فقد ظهر الخوارج وهم فرقة سياسية، كما ظهرت فرق تناقش مسائل العقيدة كالمعتزلة والأشاعرة بعد ذلك، ثم فرق ذات اتجاه سلوكي كالمتصوفة تحت شعار الزهد والإحسان، إلى جانب ما ظهر بعد ذلك من مذاهب فقهية أو مدارس فقهية في عصر نشأة الفقه وازدهاره (٨٠ - ٢٤٠ هـ) . وكل هذه الفرق أيا كانت طبيعتها سياسية أو عقدية أو مذهبية نشأت في الأصل تحت مظلة الإسلام وباعه - دون غيره - وقد جرى الانحراف على الفرق السياسية والعقدية بحكم اختلاف الأهواء والمصالح والمواريث الثقافية في البلاد التي انتشر فيها الإسلام في القرن الأول وما بعده وانتهت الحال إلى وجود فرق خرجت بمقولاتها أو اعتقاداتها أو سلوكها عن الإسلام ذاته. ويمكن أن نمثل لذلك ببعض فرق الشيعة والمتصوفة بعد انقسامها، وكذلك بمقولات بعض