للمسافر ويدعو بما أحب ثم يقول اللهم لا تجعله آخر العهد بهذا المحل الشريف ويختم بالحمد والصلاة والسلام ويأتي القبر الشريف ويسلم ويدعو بما تقدّم أوّلا ويقول نسألك يا رسول الله أن تسأل الله تعالى أن لا يقطع آثارنا من زيارتك وأن يعيدنا سالمين وأن يبارك لنا فيما وهب لنا ويرزقنا الشكر على ذلك اللهم لا تجعله آخر العهد بحرم رسولك صلى الله عليه وسلم وحضرته الشريفة ويسر لي العود إلى الحرمين سبيلا سهلة وارزقني العفو والعافية في الدنيا والآخرة وصرّح الكرمانيّ بتقديم وداع النبي صلى الله عليه وسلم على توديع المسجد بركعتين والأوّل هو المشهور والأصل في ذلك حديث كان لا ينزل منزلا إلا ودعه بركعتين ثم ينصرف الزائر عقب ذلك تلقاء وجهه ولا يمشي إلى خلفه ويكون متألما متحزنا على الفراق أو ما يفوته من البركات وهناك يظهر من المحبين سوابق العبرات ويتصعد من بواطنهم لواحق الزفرات ويكون مع ذلك دائم الأشواق لذلك المزار متعلق القلب بالعود لتلك الديار ولله در القائل
أحسنّ إلي زيارة حيّ ليلى ... وعهدي من زيارتها قريب
وكنت أظن قرب الدار يطفي ... لهيب الشوق فازداد اللهيب
ولا يستصحب من تراب الحرم ولا من الأكر المعمولة منه ونحو ذلك لما سبق بل يستصحب هدية يدخل بها السرور على أهله وإخوانه من غير أن يتكلفها سيما ثمار المدينة الشريفة ومياه آبارها المباركة