للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونحوهما وهذا فيمن كثرت أقامته وإلا فالمقام عنده صلى الله عليه وسلم لاغتنام مشاهدته أحب من قال أبن أبي جمرة لما دخلت مسجد المدينة ما جلست إلا الجلوس في الصلاة وما زلت واقفا هناك حتى رحل الركب وخطر لي الخروج إلى البقيع نقلت إلى أين أذهب هذا باب الله مفتوح للسائلين والمتضرّعين وليس ثم من يقصد مثله قلت هذا فيمن منح دوام الحضور وعدم الملل وإلا فالتنقل في تلك البقاع أولى وأدعى للنشاط " ومنها " أن يلاحظ بقلبه مدّة إقامته بالمدينة جلالتها وتردّده صلى الله عليه وسلم فيها ومشيه في بقاعها ومحبته لها وتردّد جبريل عليه السلام بالوحي فيها ولا يركب بها دابة مهما قدر على المشي كما فعل مالك رحمه الله وقال استحي من الله أن أطأ تربة فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بحافر دابة وروى أخشى أن يقع حافر الدابة في محل مشى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه وليست المدينة ما حاز السور اليوم فقط بل ما سنوضحه ويزمّ نفسه مدّة إقامته بزمام الخشية والتعظيم وبخفض جناحه ويغض صوته قال الله تعالى أن

<<  <  ج: ص:  >  >>