ذلك أعظم مما يقوم به المسلمون من عمارة بيوت الله تعالى بعبادته وحده، فكيف يعتقد المشركون ذلك وهم يعترفون بكفرهم بالله جل وعلا؟ !
إن أعمالهم تلك التي تخيلوها صالحة ليست كذلك، لأن العمل الصالح المقبول عند الله تعالى لا بد أن يكون خالصًا له سبحانه لا يخالطه شيء من الشرك، وأن يكون على وفق شريعته جل وعلا، فأما أعمالهم فإنها باطلة لا يستفيدون منها في الآخرة، بل إن مصيرهم الخلود في النار.
إنما يعمر مساجد الله تعالى على الحقيقة من جمع الصفات الخمس المذكورة في الآية الثانية وهي: الإيمان بالله سبحانه إيمانًا صادقًا لا تشوبه أي شائبة من الشرك، وآمن باليوم الآخر بما فيه من حساب وثواب أو عقاب، وجعل عمله كله مبنيا على هذا الإيمان، وأقام الصلاة التي هي عمود الإسلام ورأس العبادات البدنية. وآتى الزكاة التي هي رأس العبادات، ولم يخش إلا الله جل وعلا، والخشية أثر من آثار الإيمان بالله سبحانه وباليوم الآخر، ولكن جاء النص على الخشية من أجل تجريد القلوب من