مثلي ومثل عثمان مثل ثلاثة أثوار كن في غيضة: أبيض وأحمر وأسود، معهم فيها أسد، كان كلما أراد واحداً منهم اجتمعوا عليه فلم يطقهم، فقال للأسود وللأحمر: إن هذا الأبيض يفضحنا في غيضتنا، يرى بياضه، خليا عنه كيما آكله، ثم أكون أنا وأنتما، فلوني على ألوانكما وألوانكما على لوني. قال: فخليا عنه، فلم يلبثه أن أكله، قال: ثم كان كلما أراد واحداً منهما اجتمعا عليه، فلم يطقهما فقال للأحمر: إن هذا الأسود يفضحنا في غيضتنا، يرى سواده، فخل عني كيما آكله، ثم أكون أنا وأنت، فلوني على لونك ولونك على لوني. قال: فتركه فلم يلبثه أن أكله، قال: فلبث ثم قال: يا أحمر إني آكلك. قال: تأكلني؟ قال: نعم. قال: فخل عني أصوات ثلاثة أصوات. قال: ثم قال: ألا إني إنما أكلت يوم أكل الأبيض، ألا إني إنما أكلت يوم أكل الأبيض، ألا إني إنما أكلت يوم أكل الأبيض. قال: ثم قال علي: وأنا إنما وهنت يوم قتل عثمان قال ذلك ثلاثاً ألا وإني وهنت يوم قتل عثمان، ألا إني وهنت يوم قتل عثمان.
قالوا: كانت المرأة تجيء في زمان عثمان إلى بيت المال فتحمل وقرها ثم تقول: اللهم بدل اللهم غير. فقال حسان بن ثابت حين قتل عثمان: من الرمل:
قتلتم بدل فبدلتم به ... سنة حرى وحرباً كاللهب
ما نقمتم من ثياب خلفة ... وعبيد وإماء ذهب
وقال أبو حميد أخو ساعدة، وكان فيمن شهد بدراً، وكان فيمن جانب عثمان، فلما قتل قال: والله ما أردنا قتله، ولاكنا ترى أن يبلغ منه القتل، اللهم إن لك علي ألا أفعل كذا ولاأضحك حتى ألقاك.