المؤمنين، لو أقمت أجدر أن يراقبوا هذا الرجل. قالت: أتريد أن يصنع بي كما صنع بأم حبيبة ثم لا أجد ما يمنعني؟! لا والله لا أعير، ولا أدري إلى ما يسلم أمر هؤلاء!
وبلغ طلحة والزبير ما لقي علي وأم حبيبة فلزموا بيوتهم، وبقي عثمان يسقيه آل حزم الغفلات، وعليهم الرقباء، وأشرف عثمان على الناس فقال: يا عبد الله بن عباس، فدعي له فقال: اذهب فأنت على الموسم. وكان ممن لزم الباب فقال: يا أمير المؤمنين، لجهاد هؤلاء أحب إلى من الحج. فأقسم عليه لينطلقن، فانطلق ابن عباس على الموسم تلك السنة، ورمى عثمان إلى الزبير بوصيته، فانصرف بها وفي الزبير اختلاف: أدركه مقتله أو خرج قبل قتله؟ وقال عثمان:" يا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد " اللهم حل بين الأحزاب وبين ما يأملون كما فعل بأشياعهم من قبل.
قالوا: فلما توقع الناس السابق فقدم بالسلامة، وأخبر عن أهل الموسم أنهم يريدون جميعاً المصريين وأشياعهم، وأنهم يريدون أن يجمعوا ذلك إلى حجهم، فلما أتاهم ذلك عنهم مع ما بلغ من نفور أهل الأمصار، أعلقهم الشيطان وقالوا: لا يخرجنا مما وقعنا فيه إلا قتل هذا الرجل، فيشتغل بذلك الناس عنا، ولم تبق خصلة يرجون بها النجاة إلا قتله. فراموا الباب فمنعهم من ذلك الحسن وابن الزبير ومحمد بن طلحة، ومروان بن الحكم، وسعيد بن العاص، ومن كان من أبناء الصحابة أقام معهم، واجتلدوا بها، فناداهم عثمان، الله الله، أنتم في حل من نصرتي فأبوا، ففتح الباب وخرج ومعه الترس والسيف لينهنههم، فلما رأوه أرز المصريون وركبهم هؤلاء، ونهنههم فتراجعوا وعظم على الفريقين وأقسم على أصحابه ليدخلن إذ أبوا أن ينصرفو فدخلوا فأغلق الباب دون المصريين. وقد كان المغيرة بن الأخنس بن شريق فيمن حج، ثم تعجل في نفر حجوا معه،