للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " رحم الله أبا بكر، زوجني ابنته، وحملني إلى دار الهجرة، وأعتق بلالاً من ماله، وما نفعني مال في الإسلام ما نفعني مال أبي بكر، ورحم الله عمر، لقد تركه الحق وما له من صديق، ورحم الله عثمان تستحيه الملائكة، وجهز جيش العسرة، وزاد في مسجدنا حتى وسعنا.

حدث أبو سلمة بشر بن بشير الأسلمي عن أبيه قال: لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء، وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها: رومة، وكان يبيع منها القربة بمد، فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تبيعها بعين في الجنة؟ فقال: يا رسول الله، ليس لي ولا لعيالي عين غيرها، لا أستطيع ذلك. فبلغ ذلك عثمان بن عفان، فاشتراها بخمسة وثلاثين ألف درهم، ثم أتى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: أتجعل لي مثل الذي جعلت له عيناً في الجنة إن اشتريتها؟ قال: نعم. قال: قد اشتريتها وجعلتها للمسلمين.

وعن محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان قال: نظر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى رومة وكانت لرجل من مزينة يسقي عليها بأجر، فقال: نعم صدقة المسلم هذه، من رجل يبتاعها من المزني فيتصدق بها؟ فاشتراها عثمان بن عفان بأربع مئة دينار، فتصدق بها، فلما علق عليها العلق مر بها رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فسأل عنها؟ فأخبر أن عثمان اشتراها وتصدق بها فقال: اللهم أوجب له الجنة. ودعا بدلو من مائها فشرب منه، وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: هذا النقاخ، أما إن هذا الوادي ستكثر مياهه ويعذبون، وبئر المزني أعذبها.

وعن أبي هريرة قال: اشترى عثمان بن عفان من رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجنة مرتين بيع الخلق، يوم رومة ويوم جيش العسرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>