وعن أبي سعيد الخدري قال: رأيت رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من أول الليل إلى أن طلع الفجر رافعاً يديه يدعو لعثمان بن عفان يقول: اللهم عثمان رضيت عنه فارض عنه.
وعن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عله وسلم يقول لعثمان: غفر الله لك، ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما كان منك، وما هو كائن إلى يوم القيامة.
وزاد في رواية أخرى: وما أخفيت وما أبديت.
وعن ليث بن أبي سليم قال: أول من خبص الخبيص في الإسلام عثمان، خلط بين العسل والنقي ثم بعث به إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى منزل أم سلمة، فلم يصادفه، فلما جاء رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وضعته بين يدي رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فاستطابه، قال: من بعث بهذا؟ قالت: عثمان، قالت: فرفع يديه إلى السماء وقال: اللهم إن عثمان يترضاك فارض عنه.
وعن زيد بن أسلم قال: بعث عثمان إلى النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بناقة صهباء، فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: اللهم جوزه على الصراط.
وعن عمران بن حصين: أنه شهد عثمان بن عفان أيام غزوة تبوك في جيش العسرة، فأمر رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالصدقة والقوة والتأسي، وكانت نصارى العرب كتبوا إلى أهل هرقل: إن هذا الرجل الذي خرج ينتحل النبوة قد هلك، وأصابتهم سنون فهلكت أموالهم، فإن كنت تريد أن تلحق دينك فالآن. فبعث رجلاً من عظمائهم يقال له: الصناد، وجهز معه أربعين ألفاً، فلما بلغ ذلك نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كتب في العرب، وكان يجلس كل يوم على المنبر فيدعو الله ويقول: اللهم إنك إن تهلك هذه العصابة فلن تعبد في الأرض. فلم يكن للناس قوة، وكان عثمان بن عفان قد جهز عيره إلى الشام، يريد أن يمتار عليها، فقال: يا رسول الله، هذه مئتا بعير بأقتابها وأحلاسها، ومئتا أوقية، فحمد الله رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فكبر وكبر الناس، ثم قام