للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عثمان، وخفقي بين يديها بالدف. ففعلت ذلك، فجاءها النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد الثالثة، فدخل عليها فقال: يا بنية، كيف وجدت بعلك؟ قالت: خير بعل. فقال النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أما إنه أشبه الناس بجدك إبراهيم وأبيك محمد صلى الله عليهما.

وعن أنس بن مالك قال: أول من هاجر إلى أرض الحبشة عثمان بن عفان، خرج وخرج بابنة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأبطأ على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خبرهما، فجعل يتوكف الخبر، فقدمت امرأة من قريش من أرض الحبشة، فسألها فقالت: رأيتهما قال: على أي حال رأيتهما؟ قالت: رأيته وقد حملها على حمار من هذه الدبابة، وهو يسوق بها.

فقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: صحبهما الله، إن كان عثمان بن عفان لأول من هاجر إلى الله بعد لوط.

وعن زيد بن ثابت قال: قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ما كان بين عثمان ورقية، وبين لوط من مهاجر.

وعن أسماء ابنة أبي بكر قالت: كنت أحمل الطعام إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأبي، وهما في الغار. قالت: فجاء عثمان إلى رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يا رسول الله، إني أسمع من المشركين من الأذى فيك ما لا صبر لي عليه؛ فوجهني وجهاً أتوجهه، فلأ هجرنهم في ذات الله. فقال له النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أزمعت بذاك يا عثمان؟ قال: نعم. قال: فليكن وجهك إلى هذا الرجل بالحبشة يعني النجاشي فإنه ذو وفاء، واحمل معك رقية ولا تخلفها، ومن رأى معك من المسلمين مثل رأيك، فليتوجهوا هناك، وليحملوا معهم نساءهم ولا يخلفوهم. قال: فودع عثمان نبي الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقبل يديه.

قال: فبلغ عثمان المسلمين رسالة رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال لهم: إني خارج من تحت ليلتي فمقيم لكم بجدة ليلة أو ليلتين، فإن أبطأتم فوجهني إلى باضع جزيرة في البحر

<<  <  ج: ص:  >  >>