للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال تعالى على لسان صالح: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ١٤٥] (١) .

وقال تعالى على لسان لوط: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ١٦٤] (٢) .

وقال تعالى على لسان شعيب: {وَمَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الشعراء: ١٨٠] (٣) .

والآيات في هذا الباب كثيرة.

خطر الانحراف عن منهج الأنبياء: ومن أخطر ما أضر بالدعوة إلى الله على مدار التاريخ الإسلامي هو ما شابها من الدعوات إلى مذاهب وطوائف وأشخاص باسم الدعوة إلى الله تعالى وإلى دينه، فكل دعوة ترفع شعارا مخالفا لشعار الأخرى، وتستحدث طرقا وأساليب ومصطلحات ومناهج توالي عليها وتعادي مما فرق الأمة حذائق، ومزقها طرائق.

ومعلوم: أن المسميات وإن كانت شرعية أو سائغة في الأصل إذا كان يحصل بسببها ولاء وبراء لغير الحق وتكون سببا في التفريق بين المؤمنين فإنها محرمة من هذا الباب، والدليل على ذلك: ما رواه جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: «غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ثاب معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من المهاجرين رجل لعاب فكسع أنصاريا، فغضب الأنصاري غضبًا شديدا، حتى تداعوا؛ فقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما بال دعوى الجاهلية؟ ، ثم قال: ما شأنهم؟ فأُخبرَ بكسعة المهاجري للأنصاري، قال: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها خبيثة» (٤) .


(١) الشعراء: ١٤٥.
(٢) الشعراء: ١٦٤.
(٣) الشعراء: ١٨٠.
(٤) أخرجه البخاري (٦ / ٥٤٦) ، ومسلم (١٦ / ١٣٧) .

<<  <   >  >>