للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الناس ولا تدعها مخافة وهذا هو تفسير ابن عباس الذي نقله عنه ابن جرير الطبري (١) .

وإنما ذكر ابن عباس هذا المعنى وهو قوله " لا تصل مراءاة الناس ولا تدعها مخافة " من باب بيان المعاني التي تستفاد من الآية حيت إن الجهر بالصلاة قد يكون الدافع إليه الرياء، وإخفاء الصلاة قد يكون الدافع إليه الخوف من الأعداء (٢) .

وقال محمد بن سيرين: كان أبو بكر يخافت وعمر يجهر قيل لأبي بكر في ذلك فقال: أسمع من أناجي وقيل لعمر فيه فقال: أوقظ الوسنان وأطرد الشيطان، وأذكر الرحمن فقيل لأبي بكر ارفع قليلا وقيل لعمر اخفض قليلا (٣) .

وقال الحسن- رحمه الله-: (لا تحسن صلاتك في الجهر ولا تسئها في السر، بل اتبع طريقا وسطا يكون دائما في كل حال) (٤) .

وقال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ} [الأعراف: ٥٥] (٥) .


(١) تفسير الطبري ١٥ ص ١٨٧.
(٢) تفسير ابن عباس ج٢ ص٥٨٠ ط شركة العبيكان للطباعة والنشر.
(٣) أبو بكر بن العربي، أحكام القرآن ج٢ ص١٢١٥.
(٤) المحرر الوجيز ج٥ ص٥٣٠.
(٥) سورة الأعراف آية ٥٥.

<<  <   >  >>