للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ففي هذا بيان شيء من قدرة الله جل وعلا، وأنه سبحانه القادر على كل شيء، وأنه سبحانه في العلو لأن الإنزال يكون من الأعلى إلى الأسفل، فإنزال المائدة وطلب إنزالها، كل ذلك دليل على: أن القوم قد عرفوا أن ربهم في العلو، فهم أعرف بالله، وأعلم به من الجهمية وأضرابهم ممن أنكر العلو. فالحواريون طلبوا ذلك، وعيسى بين لهم ذلك، والله بين ذلك أيضا، ولهذا قال: {إِنِّي مُنَزِّلُهَا عَلَيْكُمْ} [المائدة: ١١٥] (١) .

فدل ذلك على: أن ربنا جل وعلا يطلب من أعلى، وأنه في العلو سبحانه وتعالى فوق السماوات، وفوق جميع الخلائق، وفوق العرش، قد


(١) سورة المائدة، الآية ١١٥.

<<  <   >  >>