للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العالمين.

وبلغني أنه حضر مجلس الأستاذ أبي علي الدقَّاق يومًا فذكر الأستاذ الحاضرين ودعا لهم ولم يذكره فقيل له: نسيت فلانًا؟

فقال: ما نسيته ولكن أيُّ حاجةٍ به إلى دعائي وقد أقسمت بإيمانه على الله تعالى أن يشفي علتي وكان بي وجعٌ شديدٌ البارحة فشفاني.

توفي سنة ستٍّ وأربعين وأربعمائة، ويقال: إنه سمَّ (١).

والأستاذ أبو القاسم: هو عبد الكريم بن هوازن بن عبد الملك بن طلحة بن محمد القشيري.

وصفه أبو الحسن الفارسي فقال: إمامٌ مفسرٌ فقيهٌ متكلمٌ أصوليٌّ أديبٌ شاعرٌ صوفيٌّ، كان لسان عصره وسيد وقته وسرَّ الله في خلقه ومقدم الطائفة، جمع بين علمي الشريعة والحقيقة.

وكان من ناحية أُسْتُوا (٢) من العرب الذين سكنوا خراسان، وقدم نيسابور بعد أن تعلَّم الأدب والخطَّ والحساب ليصون ضَيعَتَه بناحيته عن الخراج والمؤن فحضر مجلس الأستاذ أبي علي الدقاق مُغَافَصَةً (٣) فتعلَّق قلبه بكلامه وسلك طريق الإرادة؛ فأشار عليه الأستاذ بتعلم العلم فدرس الفقه على أبي بكر محمد بن بكر الطوسي والأصول على الأستاذ أبي بكر بن فورك ثم على الأستاذ أبي إسحاق الإسفراييني.


(١) انظر "سير أعلام النبلاء" (١٧/ ٢١٤)، "طبقات الشافعية" للسبكي (٤/ ١٢٨).
(٢) انظر "معجم البلدان" (١/ ١٧٥).
(٣) أخذت الشيء مُغَافَصَةً: أي: مغالبة. "المصباح المنير" (غفص).

<<  <   >  >>