للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما يُسِّرَ لَهُ، ولما كان اجتهاد رسول الله في الطَّاعة أعظم وسعيه وعمله أقوم وأدوم قيل له: "وَلَا إِيَّاكَ"؟

أي: لا ينجيك عملك.

قال: "لَا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَنِيَ اللهُ بِرَحْمَتِهِ".

وَخَتَمَ الحافظُ أبو بكر البيهقي كتاب "الآداب" المضاف إلى "مختصر السنن" بهذا الحديث، فقال (١): من وفقه الله تعالى لاعتقاد ما ذكرنا في كتاب "الاعتقاد" وأعانه على عبادته بما ذكرنا في "مختصر السنن" ثم على استعمال (الآداب) (٢) المذكورة في هذا الكتاب كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات وقد قال تعالى: ﴿إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا﴾ (٣) فالله نسأل عونه على عبادته وإليه نرغب في حسن توفيقه، ولا وصول إلى معرفته وطاعته إلا بفضله ورحمته على ما قال: ﴿وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ﴾ (٤) ونسأله الجنة ونعوذ به من النار، فلا سبيل إلى الفوز بِجَنَّتِهِ والنَّجَاةِ مِنْ عُقُوبَتِهِ إِلَّا بِسِعَةِ رَحْمَتِهِ ثم ساق الحديث.

ورأيت بِخَطِّ والدي أنَّ عبد الرحمن الإكاف رحمهما الله سُئل عن علامة قبول العمل فقال: أما القبول الأدني فعلامته أن يشتغل كُلَّمَا فَرَغَ من عملٍ بآخر، وأما القبول الأعلى فعلامته أن يستنكف من عمله كما يستنكف من الكفر.


(١) "الآداب" (ص ٥٢٨).
(٢) في كتاب "الآداب": الآيات.
(٣) الكهف: ٣٠.
(٤) النور: ٢١.

<<  <   >  >>