للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(الأتقياء) جمع تقيّ، والمراد به: المتقي عن المعاصي (الأصفياء) جمع صفيّ، وهو من صَفَا له الحال، وحصل له مراتب الكمال في الأقوال والأفعال، والوصفان لكل منهما، أو على طريق اللف والنشر المناسب لقوله : "آل محمدٍ كلُّ تقي"، فالمراد به: المتقي عن الشرك، ويمكن أن يراد بآله اتباعُه، فالعطف من باب التخصيص بعد التعميم، لزيادة التشريف والتعظيم.

(فإنّ هذا الحصنَ الحصينَ) أي: القلعة (١) المحكمة على طريق الاستعارة، فالحصن بمعنى الحصار، والحصين فعيل بمعنى المفعول، أي: محصون ومضبوط، صفة احترازية، إذ ليس كلّ حصن حصينًا، فاندفع به ما توهم مولانا الحنفيّ حيث جعله من قبيل "ظل ظليل" لإفادة المبالغة.

ثم الإشارة إلى المحسوس البصري أو إلى المدرك الذهني، بناءً على تأخير الخطبة وتقديمها الرسميّ، وقال بعضهم: "أشير إلى تسمية الكتاب تيمّنًا وتحصنًا، ووجه التسمية أنه كان محتاجًا إلى حصنٍ كما قال: "فتحصنت بهذا الحصنِ"، فسماه حصنًا فنجاه الله تعالى.

(من كلام سيّد المرسلين) فيه تفننُ العبارةِ كما سبق إليه الإشارة، فقيل:


= انظر: الكفاية في علم الرواية للخطيب ص (٥٠ - ٥١)، وعلوم الحديث لابن الصلاح ص ٢٩٣، والإصابة في تمييز الصحابة (١/ ٥)، وفتح المغيث (٣/ ٩٣)، وتدريب الرواي (١/ ٦٦٧).
(١) بعدها في (هـ) زيادة: "الحصينة".

<<  <  ج: ص:  >  >>