فروة بيضاء، فإذا هي تهتز من خلفه خضراء، والفروة: وجه الأرض.
وكنيته أبو العباس، واسمه بَلْيَا -بموحدة مفتوحة ولام ساكنة وياء منقوطة من تحت- ابن ملكان، بفتح الميم وإسكان اللام وبالكاف، كذا حققه الكرماني في "شرح البخاري".
(عليه السلام) يحتمل أن هذا من قولهما وهو الأظهر، أو من قول المصنف، أو من قبله من المخرجين.
وفي الجملة: فيه دلالة على أنه نبي تابع لنبينا ﷺ، لقوله:"لو كان موسى حيًّا لما وسعه إلا اتباعي"، ولنزول عيسى على وفق متابعته، وجعله أحدًا من أفراد ملته.
قال سعدي جلبي من علمائنا:"الجمهور على أنه نبي"، وقد سمع من الشيخ محمد البكري، قدس سره السري:"إن ما قيل: أن الخضر هو ابن فرعون ضعيفٌ، بل ليس بشيء، والصحيح: أنه ابن آدم من صلبه، ثم الصحيح: أنه نبي، ويعيش إلى أن يقاتل الدجال". وقال الكرماني:"اختلفوا فيه؛ فقيل: إنه نبي على قولين مرسلًا وغير مرسلٍ، وقيل: إنه ولي، وقيل: إنه من الملائكة".
واحتج من قال بأنه نبي بقوله: ﴿وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي﴾ [الكهف: ٨٢]، وبكونه أعلم من موسى، والولي لا يكون أعلم من النبي.
وأجيب: بأنه [يجوز أن](١) يكون قد أوحى الله إلى نبي هذا العصر أن يأمر الخضر بذلك.