للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(ولما تُوُفّي) بضم تاء وواو وتشديد فاء مكسورة وفتح ياء على صيغة المجهول الماضي، من التوفي المأخوذ من الوفاة، أي: قبض، وفي نسخة بفتحتين فتشديد فاء مفتوحة، وقد سبق تحقيقه، أي: مات، (، عزتهم) بتشديد الزاي، أي: عزت الصحابةَ، (الملائكةُ) أي: بعضهم، على احتمال أنهم رأوهم أم لا؟، حيث قالوا: (السلام عليكم ورحمة وبركاته، إن في الله) أي: في وجوده وشهوده، وكرمه وجوده، أو فيما عنده لعبده، (عزاءً) بفتح عين وتخفيف زاي، أي: تسملية (من كل مصيبة) أي: من جهة إصابة كل مصيبة، وفقدان كل حبيبة بخلاف عكسه، فإنك إذا فقدته وجدت كل شيء فائتًا، فمن فقده أي شيء وجده، ومن وجده أي شيء فقده، ولذا قال الشاعر:

لِكُلِّ شَيْءٍ إِذَا فَارَقْتَهُ عِوَضُ … وَلَيْسَ لله إِنْ فَارَقْتَ مِنْ عِوَضِ

ويؤيده عطف تفسيره بقوله: (وخَلَفًا) أي: عوضًا (من كل فائتٍ، فبالله فثقوا) بكسر المثلثة وتخفيف القاف، أي: فبوعده وعهده فاعتمدوا، وفي بعض الروايات: "فاتقوا" بدل "فثقوا"، على ما في "المشكاة".

(وإياه فارجوا) أي: لا ترجوا سواه، وفي بعض الروايات بدله: "فارجعوا" أي: إليه لا إلى غيره، في خيره وشره، وجميع حكمه وأمره.

قال ميرك: "كذا وقع في نسخ "الحصن": "فثقوا"، ووقع في "المشكاة": "فبالله فاتقوا" ". قال الطيبي: "الفاء: جواب الشرط، وبالله: حال قدمت على عاملها، كما في قوله تعالى: ﴿فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ﴾ [العنكبوت:

<<  <  ج: ص:  >  >>