للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

٣٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ نَظِيفٍ الْفَرَّاءُ , قِرَاءَةً عَلَيْهِ , وَأَنَا أَسْمَعُ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي الْمَوْتِ الْمَكِّيُّ , فِي الْجَامِعِ الْعَتِيقِ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَثَلاثِ مِائَةٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا فِطْرٌ , عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ , وَالْحَكَمِ , عَنْ مَيْمُونِ بْنِ أَبِي سُوَيْدٍ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ , قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ , فَوَجَدْتُ مِنْهُ خَلْوَةً فَاغْتَنَمْتُهَا , وَأَوْضَعْتُ بَعِيرِي نَحْوَهُ حَتَّى سَايَرْتُهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، عَلِّمْنِي عَمَلا يُدْخِلُنِي الْجَنَّةَ , فَقَالَ: «لَقَدْ سَأَلْتَ عَظِيمًا , وَإِنَّهُ لَيَسِيرٌ عَلَى مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ , تَعْبُدُ اللَّهَ لا تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا , وَتُقِيمُ الصَّلاةَ الْمَكْتُوبَةَ , وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ , وَتَصُومُ شَهْرَ رَمَضَانَ» .

ثُمَّ سَارَ , وَسِرْتُ ثُمَّ قَالَ: «وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِأَبْوَابِ الْخَيْرِ , الصَّوْمُ جُنَّةٌ وَالصَّدَقَةُ تُكَفِّرُ الْخَطِيئَةَ , وَقِيَامُ الرَّجُلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ» .

ثُمَّ قَرَأَ {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ} [السجدة: ١٦] قَالَ: ثُمَّ سَارَ وَسِرْتُ , قَالَ: «أَلا أُنْبِئُكَ بِرَأْسِ الإِيمَانِ وَعَمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ» .

ثُمَّ سَارَ وَسِرْتُ , قَالَ: «وَإِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُكَ بِمَا هُوَ أَمْلَكُ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ؟» قَالَ: فَكَانَتْ مِنْهُ سَكْتَةٌ , وَكَانَتْ مِنِّي الْتِفَاتَةٌ , فَرَأَيْتُ رَاكِبًا , يُوضِعُ نَحْوَهُ , فَخَشِيتُ أَنْ يَأْتِيَهُ فَيَشْغِلَهُ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَمَا هُوَ أَمْلَكُ عَلَى النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ قَالَ: فَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى لِسَانِهِ.

قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! وَإِنَّا لَنُؤَاخَذُ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ، قَالَ: «ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَابْنَ جَبَلٍ! وَمَا تَقُولُ إِلا لَكَ أَوْ عَلَيْكَ , وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ إِلا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ»

<<  <   >  >>