للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• قِيلَ لِلْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ : أَيُّمَا أَكْبَرُ أَنْتَ أَمِ النَّبِيُّ ؟

فَقَالَ: " هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي وَأَنَا وُلِدْتُ قَبْلَهُ " (١).

• قال ابن سيرين : كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم.

وجاء التابعون من بعدهم على هذا النحو فكان الحسن البصري يقول: إن كان الرجل ليخرج في أدب نفسه يكسبه السنتين ثم السنتين (٢).

• قال ابن المقفع : ولسنا إلى ما يمسك أرماقنا من المأكل والمشرب بأحوج منا إلى ما يثبت عقولنا من الأدب الذي به تقاوت العقول، وليس غذاء الطعام بأسرع في نبات الجسد من غذاء الأدب في نبات العقل (٣).

• قال الثوري : حسن الأدب يطفئ غضب الرب (٤).

• قال ابن المبارك : لو وصف لي رجل عنده علم الأولين والآخرين لم أتأسف على فوات لقائه، وأما إذا سمعت أنَّ رجلًا عنده أدب النفس تمنيت لقاءه وأتأسف على فوته (٥).


(١) أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (٣٣٩٢١)، و ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٣٥٠)، والدينوري في المجالسة (٣٣٩١)، والحاكم في المستدرك (٥٣٩٨).
(٢) تذكرة السامع والمتكلم لابن جماعة (ص ٣١) ط دار البشائر.
(٣) الأدب الصغير والأدب الكبير لابن المقفع (ص ١٥) ط دار صادر. والرَّمَق - بفتحتين -: بقية الحياة، وقد يطلق على القوة.
ابن المقفع = هو أحد البلغاء والفصحاء عبد الله بن المقفع، كان مجوسيًّا من أهل فارس ثم أسلم.
(٤) حلية الأولياء وطبقات الأصفياء (٦/ ٣٦٢) الناشر دار السعادة.
(٥) الآداب الشرعية والمنح المرعية لابن مفلح الحنبلي (٣/ ٥٥٢) ط عالم الكتب، وقال أيضا: طلبت العلم فأصبت فيه شيئًا، وطلبت الأدب فإذا أهله قد ماتوا.
هذا كلام شيخ الإسلام الإمام الزاهد ابن المبارك، وهو من هو في العلم والأدب، وعن أي زمان يتحدث عن زمان كَثُرَ فيه الأئمة والعباد، فماذا عن زماننا!!!.

<<  <   >  >>