للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الفائدة السابعة: أيضًا الحديث فيه دليل على جواز استخدام كلمة "رب" على البشر بشرط الإضافة مثل رب البيت، رب الإبل، وتكون بمعنى المالك لها والذي يقوم على أمورها.

الفائدة الثامنة: قول فُضالة إنشائي خبري، يعني إنشائي اللفظ لكنه خبري المعنى كأنه يقول وكذلك ضالة الإبل، وإلا لو أنه مجرد سؤال فلماذا يغضب النبي عليه وهو يسأل، فعُلِم أنه ليس مجرد سؤال فقط، ولكنه تقرير منه لما فهمه.

الفائدة التاسعة: أيضًا فيه دليل على ارتباط الظاهر بالباطن، فالنبي لما غضب احمر وجهه أو وجنتاه، والغضب أمر قلبي لكنه يظهر على الجوارح وهذا أيضًا يشهد لمسألة الإيمان، وأنه قول وعمل ليس بالاعتقاد فقط، ولا بقول اللسان فقط، ولا بالأعمال فقط؛ لأن المقرر في الشرائع وفي العقل أنَّ الظاهر لابد له من ارتباط بالباطن.

الفائدة العاشرة: الحديث فيه من الفوائد إظهار الود والمحبة والإخاء بين المجتمع المسلم لذلك قال النبي هي لك أو لأخيك، فليس المراد أخاه من النسب، ولكن أخوة الإسلام، وهذا كثير في الألفاظ والعبارات في لسان الشرع ولسان الصحابة، كقول النبي «المسلم أخو المسلم»، وكقول أبي قتادة لكبشة زوجة ابنه أتعجبين يا ابنة أخي (١)، وغير ذلك.


(١) أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٢٢ ح ١٣) ط إحياء التراث، وأخرجه أبو داود في سننه (١/ ٥٦ ح ٧٥) ط الرسالة، والترمذي في جامعه (١/ ١٥٣) ط الحلبي، والنسائي في السنن الكبرى (١/ ٩٥ ح ٦٣) ط الرسالة، وابن ماجه في سننه (١/ ١٣١) ط إحياء التراث، وهذا الحديث صححه البخاري والعقيلي والدارقطني والبيهقي والحاكم والنووي.

<<  <   >  >>