والمناسبة أنَّ ابن عباس أقبل على رسول الله ﷺ، ودخل معه في الصلاة، وكأنه استحضر في ذلك معنى طلب العلم، فكأنه يتعلم من النبي ﷺ الصلاة.
وقد ذكر في هذا الباب أثر جابر وقد وصله البخاري ﵀ في الأدب المفرد، وأنه رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أنيس في حديث واحد، وهو أراد أن يذكر أنَّ هذا واقع حال لجابر ﵁ لكي يأخذ حديثًا واحدًا.
وثبت أيضًا أنَّ أبا أيوب ﵁ رحل إلى عقبة بن عامر الجهني من المدينة إلى مصر ليسأله عن حديث واحد، فقد أخرج عبد الرزاق عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ مَسْلَمَةَ بنِ مُخَلَّدٍ أَنَّ النَّبِي ﷺ قَالَ:«مَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ نَجَّى مَكْرُوبًا، فَكَّ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ».